المحاضرة الخامسة | د. رائف زريق

سلسلة محاضرات من إعداد د. رائف زريق

الدخول للقاعة منوط بالتسجيل المسبق وعرض الشارة الخضراء في المدخل

ناضل ادوارد سعيد طوال حياته من أجل الاعتراف بحقوق الفلسطينيين، بما يشمل حقّ العودة. من ناحية قام بتوصيف المنفى والانقطاع عن مناظر الطفولة كتجارب قاسية تقطّع أوصال الروح البشرية؛ ومن الناحية الأخرى اعتبر المنفى مصدرا الهام مهم، ومفتاحا لفهم العالم، حيث عاش معظم أبطاله (أدورنو، وبنيامين، وأورباخ وكونراد وغيرهم) حياة المنفى. زد على ذلك أنّ المفهومين الأساسيين في فكر سعيد، ألا وهما النقد، ومفهوم المثقف يرتبطان ارتباطا وثيقا بمفهوم المنفى. هاتان النزعتان المتضاربتان اللتان تخلقا اتجاهي حركة متعاكسين (إلى داخل الوطن ومنه)، سيجري توظيفهما كقاعدة انطلاق لتحليل فكر إدوارد سعيد، حيث تمكّنان-فيما تمكنان- من إدراك مفهوم النقد لديه كموقع للحركة. 

سنمعن النظر في سلسلة المحاضرات التالية في قضايا مطروحة على الأجندة العالمية بمساعدة استعارة البيت والمنفى، والهُويّة واللا-هُويّة، وحميمية البيت مقابل الاغتراب، وسنتساءل ما هي دلالات البيت، وما هي مكوّناته الأساسية؛ وما هي الأمور التي يتعطش لها الناس عندما يريدون المكوث في البيت. سنقوم بمراجعة الروابط بين كينونة المكان كبيت وبين الهُوية، وبين البيت والمِلك، وبين البيت والوطن، وبين الوطن والشعبويّة، وبين الوطن والسيادة؛ ونتساءل حول أخلاقية المكوث في البيت، وحول حالة اللجوء والغربة، وحول سياسة الهُويّات. تتناول مجموعة أسئلة إضافية تأثير العلم والتكنولوجيا على الطريقة التي نتعامل فيها مع العالَم، والطبيعة، والكرة الأرضية كبَيْت؛ ونفحص تأثير هذه التصورات على وجهات نظرنا حول التغير المُناخي، وجودة البيئة، وتحمّل المسؤولية تجاه الأجيال القادمة. تتناول مجموعة الأسئلة الأخيرة سبلا ترتبط فيها هذه الموضوعات بمفهوم الوطن وتصوّر الواقع في إسرائيل-فلسطين، والنحو الذي تقوم فيه بصياغة ورسم مخيّلتنا السياسية وتفكيرنا حول الماضي والمستقبل.

المشاركون

د. رائف زريق، جامعة تل أبيب؛ القرية الأكاديمية أونو ومعهد فان لير في القدس