المحاضرة الرابعة | البروفيسور كريستوف شميدت

سلسلة محاضرات من إعداد د. رائف زريق

الدخول للقاعة منوط بالتسجيل المسبق وعرض الشارة الخضراء في المدخل

كزملائه أتباع هيغل (فويَرْباخ، كارل ماركس، فريدريك إنجلز) ربط هاينريخ هاينه بين الدين واغتراب الإنسان عن الدولة، والمجتمع، وعن نفسه. لقد سعى إذًا إلى إقامة ملكوت السماء كوطن الإنسان داخل التاريخ، في الحاضر، وفي هذا المكان. لكن سرعان ما شعر الشاعر بعدم الراحة في البيت الجديد، الذي ابتكره الثوريون فعاد إلى الإيمان برب شخصي. لكن، وعلى عكس الرومانسيين أبناء عصره الذين ربطوا بين عودتهم إلى الإيمان وبين العودة السياسية إلى النظام الملكي، بقي هاينه مواليا لمشروع الحداثة ولمفهوم الديمقراطية كمجتمع جميع المواطنين، وسعى إلى العثور على توازن حواريّ بين الإيمان الدينيّ والفلسفة العلمانية. بين هذا وذاك، بقي هيانه رافضا للوطن، وصَدّ جميع المحاولات (من قبل أبناء عصره وأبناء الأجيال التالية) التي سعت كي تنسب له عودة دينية قومية إلى البيت اليهودي.

سنمعن النظر في سلسلة المحاضرات التالية في قضايا مطروحة على الأجندة العالمية بمساعدة استعارة البيت والمنفى، والهُويّة واللا-هُويّة، وحميمية البيت مقابل الاغتراب، وسنتساءل ما هي دلالات البيت، وما هي مكوّناته الأساسية؛ وما هي الأمور التي يتعطش لها الناس عندما يريدون المكوث في البيت. سنقوم بمراجعة الروابط بين كينونة المكان كبيت وبين الهُوية، وبين البيت والمِلك، وبين البيت والوطن، وبين الوطن والشعبويّة، وبين الوطن والسيادة؛ ونتساءل حول أخلاقية المكوث في البيت، وحول حالة اللجوء والغربة، وحول سياسة الهُويّات. تتناول مجموعة أسئلة إضافية تأثير العلم والتكنولوجيا على الطريقة التي نتعامل فيها مع العالَم، والطبيعة، والكرة الأرضية كبَيْت؛ ونفحص تأثير هذه التصورات على وجهات نظرنا حول التغير المُناخي، وجودة البيئة، وتحمّل المسؤولية تجاه الأجيال القادمة. تتناول مجموعة الأسئلة الأخيرة سبلا ترتبط فيها هذه الموضوعات بمفهوم الوطن وتصوّر الواقع في إسرائيل-فلسطين، والنحو الذي تقوم فيه بصياغة ورسم مخيّلتنا السياسية وتفكيرنا حول الماضي والمستقبل.

المشاركون

البروفيسور كريستوف شميدت، الجامعة العبرية في القدس، ومعهد فان لير في القدس

يدير اللقاء: د. رائف زريق، جامعة تل أبيب، القرية الأكاديمية أونو ومعهد فان لير في القدس