ما هو موقع إسرائيل في الشرق الأوسط؟ كيف ترى دولة إسرائيل هي ومواطنوها وجودهم في المنطقة؟ وكيف ينظر إليهم جيرانهم العرب والفلسطينيّون والمسلمون؟
هل إسرائيل هي رأس حَرْبة للعالم الغربيّ، وجسم غريب في جسد الشرق الأوسط؟ وهل موقعها في المنطقة يحمل بعدًا جغرافيًّا لا أكثر، أم إنّها دولة شرق أوسطيّة بأبعاد أخرى؟
في العقود الأخيرة، أصبحت الهُويّات الجماعيّة والفرديّة في الشرق الأوسط تتّسم بمزيد من التعقيد والمرونة. ثمّة مستويات كثيرة من الواقع الميدانيّ في إسرائيل ومحيطها تتغيّر بسرعة، ومفهوم "الأنا" وَ "الآخر" ما انفكّ يرتدي أشكالًا مختلفة. على الرغم من ذلك، ما زال الخطاب الأكاديميّ والمهنيّ والجماهيريّ العامّ في إسرائيل يضع "نحن" وَ "هم" على طرفَيْ نقيض، وما زال "خبراء الصراع" ينتمون في الأساس لمدرسة "الخبراء في الشؤون العربيّة"، ولا تُجرى عمليّة مراجعة مقارَنة منهجيّة نقديّة لعلاقات اليهود والعرب، وعلاقات إسرائيل وجاراتها، إلّا في ما ندر.
بناء على ما ذُكِر، يتمحور نشاط الموضوعة في إعادة مراجعة وجود وموقع إسرائيل في الشرق الأوسط. نحن نسعى إلى النهوض بدراسة مقارَنة ومتقاطعة المجالات لإسرائيل وجاراتها، في سبيل مَوْضعة إسرائيل في سياقات إقليميّة، وفحص الروابط السياسيّة والثقافيّة والاجتماعيّة، والاقتصاديّة الكثيفة التي تربط إسرائيل وسكّانها بدول في الشرق الأوسط وسكّانه. استخدام اللغة العربيّة للنهوض بالتفكير المدنيّ، بدلًا من التفكير العسكريّ - الأمنيّ، يشكّل أداة مركزيّة في صندوق عُدّتنا.
لهذه الفكرة تَجَسُّدٌ على المستويين الأكاديميّ والجماهيريّ العامّ، حيث نسعى لخلق تغيير إدراكيّ ومثودولوجيّ في دراسة الشرق الأوسط والإسلام والعربيّة في إسرائيل من جهة، وإلى إثراء الحِوار الجماهيريّ العامّ في إسرائيل بمعارف ومعلومات وتحليلات من زوايا متنوّعة حول المنطقة (بما يشمل إسرائيل) من جهة أخرى. بكلمات أخرى: يرسم التوجُّه الأكاديميّ - الفكريّ لهذه الموضوعة خطوطًا توجيهيّة لعمل جماهيريّ وتربويّ، وفي أساسه نشر المعلومات والتحليلات المتنوّعة في شؤون المنطقة، إلى جانب النهوض باللغة العربيّة.
هذه الموضوعة هي بمثابة بيت لمجموعة عاقدة العزم من اليهود والعرب الفلسطينيّين من المؤسّسات الأكاديميّة ومن المجتمع المدنيّ ممّن يستخدمون اللغة العربيّة ابتغاء فهم المنطقة وشعوبها فهمًا صائبًا، وتعزيز الروابط بين اليهود والعرب التي ترتكز على التعرُّف والفهم والتعاطف. ليس بمقدورنا القيام بذلك إلّا بواسطة إقامة وتأسيس منصّات ومَصادر جديدة للتفكير والتحليل والمعلومات ذات الصلة باللغة العربيّة.
تنقسم المشاريع في الموضوعة إلى ثلاثة عناقيد: البحث؛ التربية والتعليم العالي؛ اللغة والإثراء. يشمل عنقود البحث مجموعات بحث تهدف إلى عرض طرائق تفكير أصيلة وطلائعيّة في المجال. عنقود التربية والتعليم العالي يشمل مشاريع للنهوض بالتفكير التعدُّديّ من مرحلة البستان حتّى الجامعة. في عنقود اللغة والإثراء، تُنفَّذ مشاريع ترجمة إلى العبريّة لنصوص ثقافيّة وفكريّة وسياسيّة من عموم منطقة الشرق الأوسط، وتُنشَر للجمهور عامة في إسرائيل.