في ظلّ الكارثة: فلسطينيّون في داخل المواطَنة الإسرائيليّة

د. أمير فاخوري | 08.01.2025 | تصوير: من مسلسل "قربة غربة"

מתוך הסדרה

في ظلّ الكارثة: فلسطينيّون في داخل المواطَنة الإسرائيليّة

يورد داﭬـيد ﭼـروسمان، في كتابه الحاضرون الغائبون، ما يلي: "تتعامل الأغلبيّة اليهوديّة مع المواطنين الفلسطينيّين جميعًا كحاضرين غائبين. هذا هو حضورهم في الوعي، وعلى هذا النحو يتجسّدون -في المعتاد-في وسائل الإعلام: كينونة من الغياب الجماعيّ لمجموعة حاضرة بالفعل، لكنّها تحمل صفات موحّدة، وغالبيّتها سلبيّة، وتفتقر إلى الوجه والاسم. وإذا كان الفلسطينيّون في العام 1948 في إسرائيل "هؤلاء الذي لا وجود لهم، لكنّهم موجودون"، فقد تحوّلوا عبْر السنين إلى "هؤلاء الموجودون، لكنّهم ليسوا موجودين فعليًّا" (ﭼـروسمان، 1992، ص 226 [بالعبريّة]).

يبدو أنّ توصيف ﭼـروسمان القاتم لكن الدقيق هذا قد اكتسب مزيدًا من الحيويّة في هذه الفترة. وقد ارتأى ﭼـروسمان أن يُطْلِق على المواطنين الناطقين بالعربيّة اسم "المواطنين الفلسطينيّين"، وهي تسمية تعمّدتْ عدمَ استخدامها حكوماتُ إسرائيل المتعاقبة، ومعها الغالبيّة الساحقة من المجتمع اليهوديّ الإسرائيليّ.

ارتأيت في هذه المقالة أن أسمّي المواطنين العرب في إسرائيل: "فلسطينيّون في داخل المواطَنة الإسرائيليّة"، وثمّة سببان أساسيّان لهذا التعريف، أرى أنّهما أهمّ من التعريف نفسه: السبب الأوّل هو أنّه ثمّة طمْسٌ آخِذٌ في التعاظم للحدود الدوليّة، وفي ظلّه تتحوّل المواطَنة الإسرائيليّة -وليس الجغرافيا (الخطّ الأخضر) -إلى الحدّ الذي يميّز بين إسرائيل والأراضي المحتلّة (بَردا، 2023). والسبب الثاني هو أنّ المواطَنة الإسرائيليّة هي في ذات الوقت مكانة قانونيّة وتجربة حياتيّة، وهي المعيار الذي يميّز في الأساس (حتّى هذه الفترة، كما سأوضّح لاحقًا) بين المواطنين الفلسطينيّين داخل الخطّ الأخضر، والرعايا الفلسطينيّين الذين يقطنون في الأراضي المحتلّة، على الرغم من أنّ الفئتَيْن تعيشان تحت الحكم الإسرائيليّ ذاته.

يُفترض بهذه المقالة المقتضبة أن توفّر خلفيّة فكريّة وسياسيّة وتاريخيّة ونظريّة لسلسلة الأفلام "كيف وصلنا إلى هنا-نظرة وثائقيّة على النزاع" التي ستُعْرَض في معهد ﭬـان لير في شهرَيْ كانون الثاني وشباط (2025). تساعد هذه الخلفيّة المشاهدين على مَوْضَعة هذه الأعمال الفنّيّة في سياق 75 عامًا من الكينونة الفلسطينيّة في داخل المواطَنة الإسرائيليّة. من هنا، لا تشكِّل هذه المقالة نقدًا للأعمال الفنّيّة، بل هي مسعى إلى مَوْضَعتها داخل سياق سوسيو_سياسيّ، وسوسيو_تاريخيّ، وربّما استغلالها لغرض استحضار "الموجودون، لكنّهم ليسوا كذلك فعليًّا" على حدّ تعبير ﭼـروسمان، وبخاصّة في اللحظة الراهنة.

من فيلم "راية سوداء". يومني كرمل، سينماتك القدس 
من فيلم "راية سوداء". يومني كرمل، سينماتك القدس

 

المواطنون الإسرائيليّون في إسرائيل: "ليسوا هنا وليسوا هناك"

كتب المؤرخ إيلان ﭘـاﭘـِه في العام 2013 قائلًا إنّ الفلسطينيّين في إسرائيل قد جرى نسيانهم داخل المخيّلة السياسيّة السائدة للدولتين. هذه المخيّلة خَصّصت إسرائيل للقوميّة اليهوديّة، وخَصّصت الأراضي المحتلّة للقوميّة الفلسطينيّة، دون طرح أيّ موقف بشأن حقيقة غياب التطرُّق إلى مكانة وتجربة وكينونة أقلّيّة قوميّة كبيرة (قد تكون الأقلّيّة الثانية الأكبر في العالم)، وذلك في خضمّ رسم مخيّلة "الطلاق السياسيّ"، والتقسيم والفصل. غياب التطرُّق هذا أسهَمَ في خلق حالة وعي سياسيّة ووجدانيّة لأقلّيّة يمكن وصفها بأنّها "ليست هنا وليست هناك؛ "بَرّ بحر" -كما هو اسم الفيلم الذائع الصيت والذي أخرجته ميسلون حمّود.

ليس ثمّة دولتان، وبِذا بقينا مع التعقيد والأوهام والتناقضات التي تميّز المخيّلة السياسيّة للتقسيم والفصل التي ما انفكّت تتعاظم وصولًا إلى نقطة عدم الاحتواء في هذه الحقبة الكارثيّة. نتحدّث عن مخيّلة سياسيّة ترتكز على التقسيم بين "نحن"، المواطنين الفلسطينيّين "هنا" في إسرائيل، وَ "هؤلاء"، إخوتنا، الرعايا الفلسطينيّين، "هناك" في الأراضي المحتلّة.

لكن في ظلّ الهجمة شبه الـمَكّارثيّة التي يخوضها الفلسطينيّون في المواطَنة الإسرائيليّة منذ السابع من أكتوبر، فإنّ هذه المخيّلة تتصدّع، وتتآكل، وتهدّد بتقويض هذه الحالة الإدراكيّة والسياسيّة. تآكُل أو تفتُّت مواطَنة الفلسطينيّين الإسرائيليّة يربط بين "هنا" الإسرائيليّ، وَ "هناك" الأراضي المحتلّة، وبالتالي يقوِّض المفهوم الأقلّيّاتيّ (فهذه المجموعة هي أقلّيّة داخل المخيّلة التي تفصل بين الـ"هنا" والـ"هناك"، ليس إلّا) ويقوِّض الثنائيّة الفلسطينيّة الداخليّة بين الـمُواطن والرعيّة. في هذا، كتب مؤخّرًا عبد أبو شحادة الناشط في حزب التجمّع الوطنيّ الديمقراطيّ: "إذا لم تُتّخَذ في إسرائيل القرارات السياسيّة الصحيحة، فلن يكون مستقبلنا مختلفًا عن مستقبل الفلسطينيّين في غزّة".

مشهد من فيلم "روابط القرى". بعدسة درور لاﭬـِنْدِيـﭼـر
مشهد من فيلم "روابط القرى". بعدسة درور لاﭬـِنْدِيـﭼـر

 

العلاقة بين الأغلبيّة اليهوديّة والأقلّيّة القوميّة داخل المواطَنة الإسرائيليّة.

تجبُ قراءة العلاقة بين الأغلبيّة اليهوديّة ودولة المواطَنة والأقلّيّة القوميّة كذلك داخل مثلّث العلاقات الرمزيّة، والمادّيّة، والسياسيّة التي تمارَس في المواطَنة الإسرائيليّة (أمل جمّال، 2005). يجري تصميم العلاقات الرمزيّة من خلال منطق عنصريّ، ومن خلال منطق التنميط والقولبة. هذا المنطق يُمَوْضِع الفلسطينيّين في إسرائيل في قاع الهرميّة الرمزيّة للدولة اليهوديّة. العلاقات المادّيّة تعبّر عن غياب عميق للمساواة، وتتجسّد -في أساسِ ما تتجسّد-من خلال مصادرة وتأميم أراضٍ لصالح الأغلبيّة اليهوديّة، وفي تواصُل الرصد غير المتساوي للموارد، ولا سيّما الميزانيّات الحكوميّة. وفوق هذا وذاك يقع إقصاءُ الفلسطينيّين من المجتمع السياسيّ الإسرائيليّ، وسحبُ الشرعيّة عن حقّهم في تصميم طابع الدولة وغايتها، لا سيّما مفهوم الصالح العامّ المشترَك لهذه الدولة. هذا الإقصاء يلقى تبريرًا بواسطة منطلقات مختلفة، وسأركّز على العلاقة بين مبدأ العداوة ومنطق ما بعد التقسيم (أي المنطق الذي نما مع قرار التقسيم في تشرين الثاني عام 1947، وعاد في صيغة مستجدّة في مفهوم التقسيم إلى دولتَيْن الذي جَرَتْ صياغته في اتّفاقيّات أوسلو).

في الحالة الإسرائيليّة، يتغذّى تصنيف الأقلّيّة العربيّة على أنّها "فئة سكّانيّة خطيرة"، وأنّها "طابور خامس" محتمَل يستوجب الرقابة، من تقاليد كولونياليّة في تعريف المجموعات السكّانيّة الخطرة، وتطبيق منطق "فرِّقْ تَسُدْ" تجاهها. فضلًا عن ذلك، يرتكز هذا التصنيف على مبدأ العداوة، وبحسبه فإنّ الفلسطينيّين، حتّى أولئك الذين مُنِحوا المواطَنة الإسرائيليّة، هم عدوّ لليهود الإسرائيليّين. يجري رسم حدود المجتمع السياسيّ وَفق التمييز بين الصديق والعدوّ (جبّارين، 2014)، وعليه يمكن في حالات معيّنة الخروج عن مبدأ المواطَنة الذي يرتكز على واجب المساواة الكاملة، لصالح مبدأ العداوة الذي يسوّغ الإقصاء عن المجتمع السياسيّ.

عبّر أحد القضاة المرموقين في إسرائيل بوضوح عن هذا المبدأ في كلّ ما يتعلّق بما يُعْرَف باسْم قانون القوميّة: "يدّعي اليساريّون أنّ فكر جابوتنسكي يقضي بأنّ جميع بني البشر متساوون في دولة إسرائيل الديمقراطيّة، لكنّهم يتجاهلون حقيقةَ أنّ هذه المساواة المطْلَقة من وجهة نظر جابوتنسكي لا تسري إلّا إذا عمّ سلام حقيقيّ بين اليهود والعرب (سَبان، 2020، ص 119). يتّحد مبدأ العداوة مع مبدأ ما بعد التقسيم السائد في القول "هم هناك ونحن هنا"، بواسطة الادّعاء التالي: بما أنّنا قد فَصَلْنا (بين الشعبَيْن اللذَيْن يمارسان حالة عداوة)، وقسّمنا (الأرض)، ليس ثمّة مسوِّغ لضمّ الأقلّيّة إلى المجتمع السياسيّ في مرحلةِ ما بعد التقسيم. ليس ثمّة تقسيم، وبقينا نحن مع مخيّلة التقسيم السياسيّة التي لا مكان فيها للأقلّيّة الفلسطينيّة كمجموعة متفرّدة -إن لم نَقُلْ سياديّة على نحوٍ معيّن.

من المسلسل التلفزيوني "قربة غربة קרוב-רחוק"
من المسلسل التلفزيوني "قربة غربة"

 

مشاعر قوميّة

المشاعر القوميّة هي النقطة الأخيرة التي سأتناولها، إذ تقرّ الأدبيّات البحثيّة أنّ المجموعة القوميّة لا تتقاسم مخزونًا ثقافيًّا وأخلاقيًّا فحسْب، بل تتقاسم أيضًا مخزونًا من المشاعر، مع العلم أنّنا لا نعرف ما الذي يدور في دواخل أقلّيّات تقبع داخل مِصْيَدة، كما يقبع الفلسطينيّون في داخل المواطَنة الإسرائيليّة، فكَمْ بالأحرى عندما يجري الحديث عن مِصْيَدة يمارَس في خلفيّتها عنف شامل ومرعب ورهيب من قِبل دولة المواطَنة تجاه الأمّة الأمّ، أو (في حال إجراء مقاربة نسبيّة غير تناظريّة) عنف فظيع من قِبل أجزاء من أمّة الأمّ تجاه دولة المواطَنة.

الباحث والمحامي رضا جابر، في معرِض تناوله لِما يحصل في غزّة، كشف لنا مؤخَّرًا النقابَ عن جزء بسيط من هذه المشاعر في إطار نقاش تناول الهُويّة العربيّة /الفلسطينيّة في الدولة اليهوديّة الذي عُقِد في معهد ﭬـان لير في القدس، إذ قال: "أن تشاهد جثثًا مشوَّهة ومقطَّعة الأوصال، وأن تسمع صرخات النساء، هذا الأمر يرافقك أيّامًا ولياليَ، وأنت لا تفتح فاك، وأنت لا تستطيع التعبير لأنّه يُحْظَر عليك القيام بذلك، وسيُزَجّ بك في السِّجن بسبب ذلك، وتأتي بعدها إلى العمل وتتحدّث عن حرّيّة التعبير، وتتحدّث عن حقوق الأقلّيّة وتقول نعم للحياة المشترَكة. اسمع! هذا أمر غير إنسانيّ. ما يرتكبونه هنا ضدّ العرب الفلسطينيّين خطير من الناحيتَيْن الداخليّة والنفسيّة".

في الختام، قبْل هذه الفترة الكارثيّة عَزَا كثيرون من المثقَّفين الفلسطينيّين دَوْرًا سياسيًّا وأخلاقيًّا مهمًّا للفلسطينيّين في داخل المواطَنة الإسرائيليّة في عمليّة تحرير الشعب الفلسطينيّ من نِير الاحتلال، وفي دفع الحركة لتأسيس ثنائيّة القوميّة، وشراكة وعدالة في حيّز فلسطين /أرض إسرائيل. في هذا السياق، كتبت الباحثة الفلسطينيّة ليلى فرسخ قائلةً إنّ المواطنين الفلسطينيّين في إسرائيل هم الأكثر ملاءَمةً لقيادة حركة من هذا النوع "لأنّهم يعرفون طرفَيِ الصراع جيّدًا، ويمكن لهم أن يشكّلوا جسرًا بين الحركتَيْن القوميّتَيْن" (Farsakh, 2021, p. 186). علينا أن نأمل وأن نعمل على بقاء طرح الإنقاذ هذا (إذا جازت تسميته بهذا الاسم) الذي نُسِبَ إلى الفلسطينيّين في المواطَنة الإسرائيليّة قبل الكارثة إلى ما بعدها، وأن ينجح في دفعهم إلى عمل سياسيّ فعّال قَدْر المستطاع لإنقاذ أبناء شعبهم وإنقاذ الوطن بجميع سكّانه.

---    

كُتِبت هذه المقالة جزءًا من سلسلة الأفلام والنقاشات كيف وصلنا إلى هنا؟ نظرة وثائقيّة على النزاع، التي تقام في معهد ﭬـان لير خلال شهرَيْ كانون الثاني وشباط (2025). الدخول مجّانيّ بالتسجيل المسْبَق.

الأعمال المعروضة هي: فيلم الحاكم (دانئيل إِلْپيلِـﭺ)؛ فيلم راية سوداء (أييلت هيلر)؛ فيلم روابط القرى (طال ميخائيل وداﭬـيد أوفيك)؛ حلقتان من مسلسل قربة غربة (أييلت باخار وأحلام كنعان)؛ فيلم دونم الجدّة (يِرْمِي شيك-بلوم وإلعاد أورنشطاين).

  لقراءة مقالة د. إيلي أوشروﭪ حول سلسلة الأفلام >

الانضمام الى القائمة البريدية   

ניתן להשתמש בחצי המקלדת בכדי לנווט בין כפתורי הרכיב
",e=e.removeChild(e.firstChild)):"string"==typeof o.is?e=l.createElement(a,{is:o.is}):(e=l.createElement(a),"select"===a&&(l=e,o.multiple?l.multiple=!0:o.size&&(l.size=o.size))):e=l.createElementNS(e,a),e[Ni]=t,e[Pi]=o,Pl(e,t,!1,!1),t.stateNode=e,l=Ae(a,o),a){case"iframe":case"object":case"embed":Te("load",e),u=o;break;case"video":case"audio":for(u=0;u<$a.length;u++)Te($a[u],e);u=o;break;case"source":Te("error",e),u=o;break;case"img":case"image":case"link":Te("error",e),Te("load",e),u=o;break;case"form":Te("reset",e),Te("submit",e),u=o;break;case"details":Te("toggle",e),u=o;break;case"input":A(e,o),u=M(e,o),Te("invalid",e),Ie(n,"onChange");break;case"option":u=B(e,o);break;case"select":e._wrapperState={wasMultiple:!!o.multiple},u=Uo({},o,{value:void 0}),Te("invalid",e),Ie(n,"onChange");break;case"textarea":V(e,o),u=H(e,o),Te("invalid",e),Ie(n,"onChange");break;default:u=o}Me(a,u);var s=u;for(i in s)if(s.hasOwnProperty(i)){var c=s[i];"style"===i?ze(e,c):"dangerouslySetInnerHTML"===i?(c=c?c.__html:void 0,null!=c&&Aa(e,c)):"children"===i?"string"==typeof c?("textarea"!==a||""!==c)&&X(e,c):"number"==typeof c&&X(e,""+c):"suppressContentEditableWarning"!==i&&"suppressHydrationWarning"!==i&&"autoFocus"!==i&&(ea.hasOwnProperty(i)?null!=c&&Ie(n,i):null!=c&&x(e,i,c,l))}switch(a){case"input":L(e),j(e,o,!1);break;case"textarea":L(e),$(e);break;case"option":null!=o.value&&e.setAttribute("value",""+P(o.value));break;case"select":e.multiple=!!o.multiple,n=o.value,null!=n?q(e,!!o.multiple,n,!1):null!=o.defaultValue&&q(e,!!o.multiple,o.defaultValue,!0);break;default:"function"==typeof u.onClick&&(e.onclick=Fe)}Ve(a,o)&&(t.effectTag|=4)}null!==t.ref&&(t.effectTag|=128)}return null;case 6:if(e&&null!=t.stateNode)Ll(e,t,e.memoizedProps,o);else{if("string"!=typeof o&&null===t.stateNode)throw Error(r(166));n=yn(yu.current),yn(bu.current),Jn(t)?(n=t.stateNode,o=t.memoizedProps,n[Ni]=t,n.nodeValue!==o&&(t.effectTag|=4)):(n=(9===n.nodeType?n:n.ownerDocument).createTextNode(o),n[Ni]=t,t.stateNode=n)}return null;case 13:return zt(vu),o=t.memoizedState,0!==(64&t.effectTag)?(t.expirationTime=n,t):(n=null!==o,o=!1,null===e?void 0!==t.memoizedProps.fallback&&Jn(t):(a=e.memoizedState,o=null!==a,n||null===a||(a=e.child.sibling,null!==a&&(i=t.firstEffect,null!==i?(t.firstEffect=a,a.nextEffect=i):(t.firstEffect=t.lastEffect=a,a.nextEffect=null),a.effectTag=8))),n&&!o&&0!==(2&t.mode)&&(null===e&&!0!==t.memoizedProps.unstable_avoidThisFallback||0!==(1&vu.current)?rs===Qu&&(rs=Yu):(rs!==Qu&&rs!==Yu||(rs=Gu),0!==us&&null!==es&&(To(es,ns),Co(es,us)))),(n||o)&&(t.effectTag|=4),null);case 4:return wn(),Ol(t),null;case 10:return Zt(t),null;case 17:return It(t.type)&&Ft(),null;case 19:if(zt(vu),o=t.memoizedState,null===o)return null;if(a=0!==(64&t.effectTag),i=o.rendering,null===i){if(a)mr(o,!1);else if(rs!==Qu||null!==e&&0!==(64&e.effectTag))for(i=t.child;null!==i;){if(e=_n(i),null!==e){for(t.effectTag|=64,mr(o,!1),a=e.updateQueue,null!==a&&(t.updateQueue=a,t.effectTag|=4),null===o.lastEffect&&(t.firstEffect=null),t.lastEffect=o.lastEffect,o=t.child;null!==o;)a=o,i=n,a.effectTag&=2,a.nextEffect=null,a.firstEffect=null,a.lastEffect=null,e=a.alternate,null===e?(a.childExpirationTime=0,a.expirationTime=i,a.child=null,a.memoizedProps=null,a.memoizedState=null,a.updateQueue=null,a.dependencies=null):(a.childExpirationTime=e.childExpirationTime,a.expirationTime=e.expirationTime,a.child=e.child,a.memoizedProps=e.memoizedProps,a.memoizedState=e.memoizedState,a.updateQueue=e.updateQueue,i=e.dependencies,a.dependencies=null===i?null:{expirationTime:i.expirationTime,firstContext:i.firstContext,responders:i.responders}),o=o.sibling;return Mt(vu,1&vu.current|2),t.child}i=i.sibling}}else{if(!a)if(e=_n(i),null!==e){if(t.effectTag|=64,a=!0,n=e.updateQueue,null!==n&&(t.updateQueue=n,t.effectTag|=4),mr(o,!0),null===o.tail&&"hidden"===o.tailMode&&!i.alternate)return t=t.lastEffect=o.lastEffect,null!==t&&(t.nextEffect=null),null}else 2*ru()-o.renderingStartTime>o.tailExpiration&&1t)&&vs.set(e,t)))}}function Ur(e,t){e.expirationTimee?n:e,2>=e&&t!==e?0:e}function qr(e){if(0!==e.lastExpiredTime)e.callbackExpirationTime=1073741823,e.callbackPriority=99,e.callbackNode=$t(Vr.bind(null,e));else{var t=Br(e),n=e.callbackNode;if(0===t)null!==n&&(e.callbackNode=null,e.callbackExpirationTime=0,e.callbackPriority=90);else{var r=Fr();if(1073741823===t?r=99:1===t||2===t?r=95:(r=10*(1073741821-t)-10*(1073741821-r),r=0>=r?99:250>=r?98:5250>=r?97:95),null!==n){var o=e.callbackPriority;if(e.callbackExpirationTime===t&&o>=r)return;n!==Yl&&Bl(n)}e.callbackExpirationTime=t,e.callbackPriority=r,t=1073741823===t?$t(Vr.bind(null,e)):Wt(r,Hr.bind(null,e),{timeout:10*(1073741821-t)-ru()}),e.callbackNode=t}}}function Hr(e,t){if(ks=0,t)return t=Fr(),No(e,t),qr(e),null;var n=Br(e);if(0!==n){if(t=e.callbackNode,(Ju&(Wu|$u))!==Hu)throw Error(r(327));if(lo(),e===es&&n===ns||Kr(e,n),null!==ts){var o=Ju;Ju|=Wu;for(var a=Yr();;)try{eo();break}catch(t){Xr(e,t)}if(Gt(),Ju=o,Bu.current=a,rs===Ku)throw t=os,Kr(e,n),To(e,n),qr(e),t;if(null===ts)switch(a=e.finishedWork=e.current.alternate,e.finishedExpirationTime=n,o=rs,es=null,o){case Qu:case Ku:throw Error(r(345));case Xu:No(e,2=n){e.lastPingedTime=n,Kr(e,n);break}}if(i=Br(e),0!==i&&i!==n)break;if(0!==o&&o!==n){e.lastPingedTime=o;break}e.timeoutHandle=Si(oo.bind(null,e),a);break}oo(e);break;case Gu:if(To(e,n),o=e.lastSuspendedTime,n===o&&(e.nextKnownPendingLevel=ro(a)),ss&&(a=e.lastPingedTime,0===a||a>=n)){e.lastPingedTime=n,Kr(e,n);break}if(a=Br(e),0!==a&&a!==n)break;if(0!==o&&o!==n){e.lastPingedTime=o;break}if(1073741823!==is?o=10*(1073741821-is)-ru():1073741823===as?o=0:(o=10*(1073741821-as)-5e3,a=ru(),n=10*(1073741821-n)-a,o=a-o,0>o&&(o=0),o=(120>o?120:480>o?480:1080>o?1080:1920>o?1920:3e3>o?3e3:4320>o?4320:1960*Uu(o/1960))-o,n=o?o=0:(a=0|l.busyDelayMs,i=ru()-(10*(1073741821-i)-(0|l.timeoutMs||5e3)),o=i<=a?0:a+o-i),10 component higher in the tree to provide a loading indicator or placeholder to display."+N(i))}rs!==Zu&&(rs=Xu),l=yr(l,i),f=a;do{switch(f.tag){case 3:u=l,f.effectTag|=4096,f.expirationTime=t;var w=Ar(f,u,t);ln(f,w); break e;case 1:u=l;var E=f.type,k=f.stateNode;if(0===(64&f.effectTag)&&("function"==typeof E.getDerivedStateFromError||null!==k&&"function"==typeof k.componentDidCatch&&(null===ms||!ms.has(k)))){f.effectTag|=4096,f.expirationTime=t;var _=Ir(f,u,t);ln(f,_);break e}}f=f.return}while(null!==f)}ts=no(ts)}catch(e){t=e;continue}break}}function Yr(){var e=Bu.current;return Bu.current=Cu,null===e?Cu:e}function Gr(e,t){eus&&(us=e)}function Jr(){for(;null!==ts;)ts=to(ts)}function eo(){for(;null!==ts&&!Gl();)ts=to(ts)}function to(e){var t=Fu(e.alternate,e,ns);return e.memoizedProps=e.pendingProps,null===t&&(t=no(e)),qu.current=null,t}function no(e){ts=e;do{var t=ts.alternate;if(e=ts.return,0===(2048&ts.effectTag)){if(t=br(t,ts,ns),1===ns||1!==ts.childExpirationTime){for(var n=0,r=ts.child;null!==r;){var o=r.expirationTime,a=r.childExpirationTime;o>n&&(n=o),a>n&&(n=a),r=r.sibling}ts.childExpirationTime=n}if(null!==t)return t;null!==e&&0===(2048&e.effectTag)&&(null===e.firstEffect&&(e.firstEffect=ts.firstEffect),null!==ts.lastEffect&&(null!==e.lastEffect&&(e.lastEffect.nextEffect=ts.firstEffect),e.lastEffect=ts.lastEffect),1e?t:e}function oo(e){var t=qt();return Vt(99,ao.bind(null,e,t)),null}function ao(e,t){do lo();while(null!==gs);if((Ju&(Wu|$u))!==Hu)throw Error(r(327));var n=e.finishedWork,o=e.finishedExpirationTime;if(null===n)return null;if(e.finishedWork=null,e.finishedExpirationTime=0,n===e.current)throw Error(r(177));e.callbackNode=null,e.callbackExpirationTime=0,e.callbackPriority=90,e.nextKnownPendingLevel=0;var a=ro(n);if(e.firstPendingTime=a,o<=e.lastSuspendedTime?e.firstSuspendedTime=e.lastSuspendedTime=e.nextKnownPendingLevel=0:o<=e.firstSuspendedTime&&(e.firstSuspendedTime=o-1),o<=e.lastPingedTime&&(e.lastPingedTime=0),o<=e.lastExpiredTime&&(e.lastExpiredTime=0),e===es&&(ts=es=null,ns=0),1u&&(c=u,u=l,l=c),c=Ue(w,l),f=Ue(w,u),c&&f&&(1!==k.rangeCount||k.anchorNode!==c.node||k.anchorOffset!==c.offset||k.focusNode!==f.node||k.focusOffset!==f.offset)&&(E=E.createRange(),E.setStart(c.node,c.offset),k.removeAllRanges(),l>u?(k.addRange(E),k.extend(f.node,f.offset)):(E.setEnd(f.node,f.offset),k.addRange(E)))))),E=[];for(k=w;k=k.parentNode;)1===k.nodeType&&E.push({element:k,left:k.scrollLeft,top:k.scrollTop});for("function"==typeof w.focus&&w.focus(),w=0;w=t&&e<=t}function To(e,t){var n=e.firstSuspendedTime,r=e.lastSuspendedTime;nt||0===n)&&(e.lastSuspendedTime=t),t<=e.lastPingedTime&&(e.lastPingedTime=0),t<=e.lastExpiredTime&&(e.lastExpiredTime=0)}function Co(e,t){t>e.firstPendingTime&&(e.firstPendingTime=t);var n=e.firstSuspendedTime;0!==n&&(t>=n?e.firstSuspendedTime=e.lastSuspendedTime=e.nextKnownPendingLevel=0:t>=e.lastSuspendedTime&&(e.lastSuspendedTime=t+1),t>e.nextKnownPendingLevel&&(e.nextKnownPendingLevel=t))}function No(e,t){var n=e.lastExpiredTime;(0===n||n>t)&&(e.lastExpiredTime=t)}function Po(e,t,n,o){var a=t.current,i=Fr(),l=su.suspense;i=jr(i,a,l);e:if(n){n=n._reactInternalFiber;t:{if(J(n)!==n||1!==n.tag)throw Error(r(170));var u=n;do{switch(u.tag){case 3:u=u.stateNode.context;break t;case 1:if(It(u.type)){u=u.stateNode.__reactInternalMemoizedMergedChildContext;break t}}u=u.return}while(null!==u);throw Error(r(171))}if(1===n.tag){var s=n.type;if(It(s)){n=Dt(n,s,u);break e}}n=u}else n=Al;return null===t.context?t.context=n:t.pendingContext=n,t=on(i,l),t.payload={element:e},o=void 0===o?null:o,null!==o&&(t.callback=o),an(a,t),Dr(a,i),i}function Oo(e){if(e=e.current,!e.child)return null;switch(e.child.tag){case 5:return e.child.stateNode;default:return e.child.stateNode}}function Ro(e,t){e=e.memoizedState,null!==e&&null!==e.dehydrated&&e.retryTime