رأي: مجتمع الميم بلا حدود
دانيئيل يونس | 01.06.2021 | تصوير: مسيرة الفخر في القدس، 2018، دانيئيل يونس
هذا الأسبوع ستقام مرة أخرى مسيرة الفخر في القدس بعد أن ألغيت في السنة الماضية بسبب وباء الكورونا. في الأيام القريبة سيعاود البعض طرح السؤال التالي: ما شأن القدس بمسيرة من هذا النوع؟ وما شأنها كمدينة مقدسة بالمسيرة التي ينظر إليها البعض بأنها مسيرة جنسية واستفزازية؟ سيجيب دانيئيل يونس على هذه الأسئلة من وجهة نظره، ومن خلال السياقات التي تنتمي إليها.
ولدت في القدس وأسكن فيها، وأنشط منذ أكثر من عقد واحد في مجتمع الفخر المثلي، وعليه فإن إجابتي واضحة وضوح الشمس: الهوية الجنسية والجندرية لا تعرف الحدود-أسواء كانت بدنية أم دينية أم عرقية. يمكن العثور على أفراد ينتمون لمجتمع الميم (مثليي الجنس ومزدوجي التوجه الجنسي والمتحولين جنسيًا) في جميع المجتمعات المحليّة والعامة، لكن الأمر لا يعني عدم وجود أشخاص من هذا النوع في أماكن يصعب على الفرد (ذكرا كان أم أنثى) أن يكون فيها من هو/هي.
في هذا السياق أجرينا في معهد فان لير سلسلة محاضرات حول الجندر والجنسانية في الشرق الأوسط – بدءا من مسألة الهوية الجنسية لشبتاي تسفي، ووصولا إلى شخصيّات من مجتمع الميم في السينما العربية الحديثة. طرحت فكرة السلسلة على ضوء الإحساس أنّ هذا المجالل يثير في السنوات الأخيرة اهتماما جماهيريا عاما وبحثيا، لكن الانشغال فيه في السياق الشرق أوسطي ما زال شحيحا، وبقي هذا السياق محجوبًا عن أعيننا.
إحدى الصعوبات التي واجهتنا عند تنظيم السلسلة هي صعوبة تنظيم مناسبات تتناول مجموعات أخرى –غير الرجال-في مجتمع الفخر. مجموعات سكانية مقموعة كالنساء والترانس* تحظى بالقليل من التوثيق والكشف، وتؤثر نتائج هذا القمع على مواضيع البحث، وبالتالي على مضامين هذه السلسلة. المسيرات بعامة، والمقدسية على نحو خاص توفّر حضورا لشتى مجموعات مجتمع الفخر، وتمنح مكانا وحيزا للتعبير الفردي الذي لا يمنَح في الحياة اليومية.
الأسبوع الذي يصادف مسيرة الفخر يشكل فرصة لإعادة مشاهدة السلسلة التي فتحت نافذة على عالم كامل لم يدرَس بعد بما فيه الكفاية، وأحضرت أصواتا أخرى.