المناسبات الفنية والثقافية كانت شبه معدومة في السنة التي سيطر فيها وباء الكورونا على حياتنا. جميعنا شعرنا بالنقص، وتعاظم لدينا الشعور بأنّ المناسبات الثقافية والفنيّة ليست مجرد كماليات، بل هي حاجة عميقة وأساسية في المجتمع الحديث. الآن، ومع عودة المناسبات إلينا، بما في ذلك العروض والمعارض والمسرحيات والسينما، نعود بدورنا في معهد فان لير تدريجيا إلى النشاط الفعلي غير الافتراضي، ونعود إلى التقارب الاجتماعيّ من خلال موديل هجين يضمّ بالإضافة إلى الجمهور في القاعة جمهورًا يشاهد المناسبات في بيته ببثّ حيّ ومباشر.

في هذه المناسبة نتذكر المناسبات الثقافية والفنية التي أجريت في المعهد في السنوات الماضية وفي فترة الكورونا. هاكم غيضا من فيض المحاضرات المحفوظة على الموقع:

نهاية الفن: الإستيطيقا بحسب هيجل

إلى أين يوجّه العمل الفنيّ؟ هل يحمل جدوى متفرّدة؟ هل وصل الفن إلى حالة مأزومة في العصر الحديث؟ الحدث الهجين الأول الذي عقد في المعهد خلال فترة الكورونا كان اللقاء الثاني في سلسلة "في انتظار المطْلق: 250 عاما على هيجل"، في مركز سبينوزا. تحدث في هذا اللقاء البروفيسور بيني إيفرغان ود. أفيف رايطر حول ادعاء هيجل بأن الفن هو التعبير الشهواني-الحواسيّ عن الفكر، لا سيما من خلال فنّ العمارة، والنحت، والرسم، والموسيقى، والغناء والشعر. الفنّ بنظر هيجل يتموضع في المرحلة الأعلى من تحقيق الفكر، إلى جانب الدين والفلسفة.

الفن المأزوم؟ إنتاج وتمويل الفن التشكيلي في إسرائيل: بين السوق الخاصة والتمويل الجماهيري العام.

ما هي التغييرات التي طرأت على منظومات تمويل الفنّ في العقدين الأخيرين في إسرائيل؟ كيف تؤثّر التحوّلات الاقتصاديّة على مكانة الفنّ وعلى أدوار الفنانين والفنانات؟ في الفترة التي تعقد فيها صفقات بمليارات الدولارات في سوق الفن الذي يبدو وكأنه فرع -لا يخضع للرقابة-من فروع سوق الأوراق النقدية، في هذه الفترة تجري إعادة صياغة العلاقة بين التمويل العامّ والتمويل الخاص للفن، وتثير (أي العلاقة) أسئلة مهمة ناقشها كل من د. ميلي بيري وأيتان شوكر في ندوة أدارها يونتان أمير، وناقشت أقوالهم الفنّانة البروفيسورة يهوديت ساسبورتاس.

سبوكين وورد حول مجتمع الميم والهوية الفلسطينية كتعبير عن الكفر

سميرة سريّة هي ممثلة، وشاعرة، وفنانة فلسطينية إسرائيلية، وتتحدث في مقطع سبوكين وود حول مجتمع الميم والهوية الفلسطينية، كجزء من سلسلة "هرطقات" عُقدت في المعهد. تقترح السلسلة تأمل تشكيلة خيارات الكفر بأنها تشكّل جزءا من حاجة المجتمع الإسرائيليّ لإعادة التفكير بعمق حول علمانيّتها وتديّنها.

عرائس من إسطنبول وعرسان من أنقرة: حول تاريخ الصورة المتحركة والسينما التركية

ما هي مساهمة الصورة المتحركّة في قدرتنا على فهم ثقافة أخرى؟ وكيف تؤثر على وعينا وتصممه؟ بمفهوم معين نحن نتعامل مع الصورة المتحركة كإثبات قاطع على وجود الواقع، وليس فقط من خلال صور الأخبار أو الأفلام الوثائقية، بل حتى من خلال مشاهدة الأفلام الدرامية والفنية. لذا فإن الصورة المتحركة والعمل السينمائي، سواء كانا فيلما فنيا أم مسلسلا تلفزيونيا، يحملان في طياتهما أكثر من مجرد عكس للواقع، إذ يحملان سعيا لتصميم الوعي. من خلال مسلسل "كان يا ما كان في الأناضول"، تراجع د. تساميرت ليفي-دافني تاريخ السينما التركية وتطوّر المسلسلات التلفزيونية الناجحة كأداة لفهم المجتمع والثقافة في تركيا-شريكتنا في حيّز منطقة الشرق الأوسط.

ضائع في غياهب النسيان؟ حول التصوير، والنسيان والذاكرة

دانا أريئيلي هي مصورة تبحث في العلاقات المتبادلة بين الفنّ والسياسة في الديمقراطيات والديكتاتوريات، وقامت في أمسية يوم الذكرى للكارثة والبطولة 2015 بمراجعة الأشكال التي تؤسّس الذكرى وتمنح أسبقية للأمور التي نريد (أو لا نريد) أن نتذكرها، وقامت بذلك كجزء من معرض وسلسلة أحداث "ما هي الذاكرة؟ بعد مضي سبعين عاما". وعلى نفس النحو الذي اخترنا فيه منح الأسبقية للحظات معينة في ألبومنا العائلي، نقوم بتخليد لحظات معينة في ألبومنا الجماعي والعام، والذي يحمل في طياته غايات سياسية.

حرية الإبداع والتمويل العام-على ضوء فيلم "ليئه تسيمل، محامية"

أين تقع حدود حريّة التعبير؟ هل تدعو الحاجة إلى وضع هذه الحدود؟ بعد فوز فيلم ليئه تسيمل، محامية، بجائزة أفضل فيلم في مهرجان دوكأفيف ثارت احتجاجات عامة أفضت إلى توقّف مفعال هبايس عن تمويل الجائزة في السنوات القادمة، وإلى نقاشات حول حرية العمل الفني في إسرائيل والتمويل الجماهيري العامّ للثقافة. على ضوء ذلك قرّر معهد فان لير تمويل جزء من الجائزة للفائز في مهرجان العام 2020. بعض المشاركين في منصة فان لير للنقاشات الجماهيرية العامة (بإدارة البروفيسور شاي لافي رئيس المعهد) شكّكوا في إمكانية تحقيق حرية العمل الفني في عالم تسيطر عليه النخب وقوى السوق، وفي المقابل انتقد آخرون تدخل الدولة في تمويل الثقافة من وجهة نظر رأسمالية.

"هَنَعاريم" (فتیان ، Our Boys) | محادثة مع مخرجي المسلسل

ما الذي يحول المسلسل إلى عمل يمسك بزمام اللحظة التاريخيّة والثقافية التي أنتج فيها؟ ما هي نقاط العمى الثقافيّة والاجتماعية التي ينجح الفن بالذات في إضاءتها؟ المسلسل التلفزيوني (انتاج مشترك لـ HBOو "كيشت") يتناول قصة خطف وقتل الفتى محمد أبو خضير، وقد نجح في إثارة نقاش عاصف في أرجاء العالم. تحدث عميحاي حسون مع مخرجَي المسلسل حجاي ليفي وتوفيق أبو وائل في الندوة المسائية التي عقدت في المعهد وتأملت "الفتيان" كعمل ثقافي يركز في داخله عددا من السيرورات المهمة التي يخوضها المجتمع الإسرائيلي في إسرائيل في هذه الأيام.

الحياة في البحر الميّت: لقاء مع الفنانة سيغاليت لانداو

ثمّة من ينظرون إلى الفن بأنّه النقيض التامّ للطّبيعة، وثمّة من يعتبرونه أنبوبًا يمْكن من خلاله رؤية الطّبيعة بطرق جديدة، وثمّة مع يمارسون الفنّ داخل الطبيعة، ويتحدّون جميع التّصنيفات. قبل أكثر من عقد واحد بدأت الفنّانة سيـﭼاليت لانداو بالعمل في البحر الميت، وقد تحدث معها البروفيسور أورن هارمان لتطلعنا على هذه التجربة المتواصلة، كجزء من "اللا منتمون في العلوم" - الموسم الرابع من سلسلة "نتحدّث عن العلم في القرن الواحد والعشرين".

لمشاهدة مزيد من المحاضرات:

• سلسلة: الفن السياسيّ في إسرائيل في الأزمنة المعاصرة
• أسئلة حول الكفر، والزندقة، واستباحة المقدس، أو ما بعد العلمانية في الفن المعاصر
• فهم العلوم من خلال الفنّ (باللغة الإنجليزية مع ترجمة للعبرية)

تابعوا صفحتنا على الفيسبوك للاطلاع على المحاضرات الجديدة.