في هذه الأيّام، زفّت لنا مؤسّسة التأمين الوطنيّ بشرى تقديم منحة ماليّة لكلّ مواطن.

النقاش حول هذا الإجراء اندلع فور إعلان رئيس الوزراء عن هذه الخطوة، وما انفكّ مندلعًا. في هذا الصدد، ننصح بالعودة لقراءة مقالة إيتسيك ﭘزوالو: "إعادة التفكير حول فرضيّة العمل" التي نُشرت في مجلّة هَزْمان هَزِيه، وتتناول هذه المسألة على وجه التحديد.

انكماش النشاط في السوق الاقتصاديّة بسبب تفشّي ڤيروس كورونا ألحق ضررًا قاتلًا بمصادر الدخل، وخسر الكثير من الناس وظائفهم. هذه الأزمة تطرح مجدَّدًا أسئلة مبدئيّة بشأن دعم الدولة للمواطنين الذين لا يعملون. وعلى خلفيّة الأزمة المتواصلة منذ سنين طويلة في النظام الاقتصاديّ - السياسيّ الحاليّ، ثمّة مَن يقترح خطّة إصلاحيّة راديكاليّة تدعو لمنح كلّ مواطن منحة ماليّة أساسيّة دون شروط مسبقة، ودون صلة بالعمل. هذا المقترَح يحمل في طيّاته خطّتين متناقضتين: فالعقائديّون النيو-ليبراليّون يسعون من خلاله للنهوض بخطّة تقضي على دولة الرفاه، بينما يقترح المنتمون إلى دوائر اليسار إصلاحات بعيدة المدى تسعى إلى إضعاف خطر الانزلاق نحو الفقر الذي يشكّل المحرّك الرئيسيّ لدخول العاملين إلى سوق العمل. وفوق كلّ هذه الاعتبارات تحوم أسئلة الاحتماليّة الاقتصاديّة.