عن النفس التي في الدفاع عن النفس والحقّ في المقاومة
تفسّر الحكومة الإسرائيليّة الحرب المَطُولة بكونها حالة مستمرة من الدفاع عن النفس. رافقت فكرة الدفاع عن النفس، إلى جانب حالة الطوارئ الدائمة وضرورة حماية الحدود، إسرائيل طوال سنوات وجودها، إلّا أنّه بعد عام 1967، ومع بدء المقاومة الفلسطينيّة للاحتلال، استخدمت إسرائيل الدفاع عن النفس كذريعة لقمع هذه المقاومة بأشكالها المختلفة- العنيفة وغير العنيفة.
في مقالته “عن النفس في الدفاع عن النفس والحقّ في المقاومة” يتناول رائف زريق مسألة الدفاع عن النفس ويفحص “النفس” الكامنة في جوهرها. ما الذي تدافع عنه إسرائيل عندما تدّعي الدفاع عن النفس؟ ومن هي إسرائيل التي تدافع عن نفسها عندما تمنع الفلسطينيّين من أي أفق ممكن للمقاومة؟ أيّ إسرائيل وتحت أي حدود تقيم دفاعها عن نفسها؟ يوضح زريق كيف تعمل إسرائيل في سياق التوسع الجغرافيّ الذي يهمَّش فيه وجود الاحتلال ذاته بحيث يتم تطبيعه وتحويله إلى واقع شفّاف وطبيعيّ وراسخ، في حين لا تظهر في الواجهة الأماميّة سوى المقاومة الفلسطينيّة التي تجبر إسرائيل على الردّ. ومع ذلك، يتساءل زريق عن شروط إمكان الحوار بين المحتلين والواقعين تحت الاحتلال – بما في ذلك الآن، أثناء الحرب وبعدها.