ما الذي يأتي بعد الاستعمار الاستيطاني؟ إنهاء الاستعمار كسؤال نظريّ وعمليّ
كيف يبدو إنهاء الاستعمار الاستيطانيّ؟ يُعيد المقال فحص العلاقة بين الاستعمار “الكلاسيكيّ” والاستعمار الاستيطانيّ، ويتحدّى المفهوم الثنائيّ بين المستوطنين والسكان الأصليّين. نميل إلى التفكير في الاستعمار الاستيطانيّ كحالة منظّمة من “السكن العنيف” (violent dwelling): آلية احتكار الحق في بناء منزل، شخصيّ أو قوميّ، والحقّ على الشعور بالبيت وعلى سؤال “من هو صاحب البيت” – مع حرمان السكان الأصليّين من هذه الحقوق.
في إسرائيل/فلسطين، تتعايش أشكال مختلفة من الاستعمار الاستيطانيّ. ولذلك، فإننا نقترح أن نفكّر أيضًا في إنهاء الاستعمار على أنّه ليس ذا شكل واحد؛ على إنهاء الاستعمار أن يكون مضطربًا (unsettling) وموطِّنا (settling) في نفس الوقت: بالتوازي مع التغيير الضروري لمفهوم المواطنة والتشريعات والبنية المكانيّة في البلدات والحيّز العامّ المشترك، سيتعيّن على إنهاء الاستعمار تسوية قضايا التعويضات والتاريخ غير المتكافئ من أجل توطين الناس معًا وخلق شعور بالبيت والأمن والمستقبل للمجموعتين السكانيتين. الآن على وجه التحديد، بينما يتم تدمير مئات الآلاف من المنازل في إسرائيل/فلسطين وتسويتها بالأرض، أو حرقها، أو تدميرها، أو جعلها غير آمنة للعيش فيها، فإن التفكير في البيت يجعل من الممكن إعادة التفكير في الظروف الضرورية للأمن الوجوديّ، وللمستقبل، ولخلق مساحة يكون فيها للمجموعتين السكانيتين مكان بالمعنى العميق للكلمة- مساحة تسمح بالسعي إلى إنهاء السكن العنيف، وليس إلى إنهاء السكّان الأصليّين والمستوطنين معاً