مجموعة بحث 2023–2024
بدأت مجموعة البحث بالعمل في معهد فان لير في شهر شباط من العام 2023 بهدف تناول التوترات النظرية والسياسية بين أجزاء من الفكر والعمل النسوي وبين دراسات التحوّل (Trans Studies).
نمت الرغبة في تأسيس المجموعة من خلال الإدراك بوجود توتر آخذ بالتعاظم – في العالم وفي إسرائيل-بين التحول كمجال دراسة وتفكير نظري يترافق بالسياسة والنهوض بسياسات أفراد على الطيف التحولي، وبين عدد من الفرضيّات الأساسيّة للنظريّة النسويّة، لا سيما تلك التي تعود للنسوية الراديكالية، لكن أيضا لصيغ رائجة وشعبيّة من الفكر النسوي، ولقسم من السياسة والنضالات النسوية.
نقطة الانطلاق للنقاش هي أن الإمكانية التحولية-كنظرية، وكذلك في تجسّدها الاجتماعي-تضع قيد الاختبار الفرضيّات الأساسية حول التقسيم بين الجنس (البيولوجي) والجندر (الاجتماعي-الثقافي-الهُويّاتي)، وتخلط هذه المفاهيم وكذلك الترتيب-الجنس أولا، والجندر بعد ذلك-الذي ترتكز عليه الفرضيات السائدة حول الإنشاء الاجتماعي للجندر وإسقاطاته. هذا الاستئناف على الفرضيات النسوية الأساسية كان قد حصل في النظرية النسوية في فترات مختلفة في السابق، ولا سيما على ضوء التأثير المتواصل للنظرية الكويرية على النسوية ودراسة الجندر في العقدين الأخيرين. على الرغم من ذلك فإن التيار المركزي للسياسة النسوية وكذلك دراسات الجندر في المدرسة والمؤسسة الأكاديمية، (مع التشديد على العلوم الاجتماعية) لم يخوضوا هذه الثورة، أو تراجعوا عنها تدريجيا. لذا فإن قاعدة دراسات النسوية والجندر ما زالت تُدْرَس عبر التقسيم بين الجنس والجندر، وعبر الإنشاء الاجتماعي لوظائف الجندر وطرائق المحافظة عليه (تسري هذه الأمور بقوة عند الحديث عن تمثيلات رائجة وشعبيّة للنسويّة في الإعلام والثقافة).
في هذا التصور السائد للنظرية النسوية، يجري تحدي النضالات النسوية التي ترتكز على مطالب باسم النساء، ومن أجل النساء، ومع التشديد على خصوصية الجسد النسائي، والفرق البدني بين النساء والرجال، نحو النضال من أجل النهوض بالحقوق المتعلقة بمنع الحمل والإجهاض والولادة، ونضالات حول قضايا صحة النساء ومكافحة العنف ضد النساء-والمطالبات بموارد وتشريعات وحماية باسم هذه المطالب-كل هذه يجري تحديها بواسطة الفرضيات الأساسية للمفاهيم التحوليّة والسياسة التحوليّة.
يُمكّن التحدّي التحوليّ النسويةَ من العودة إلى قضايا أساسية شهدت نوعا من الترسخ والتحجر وإعادة فحصها. من بين هذه القضايا نذكر: التعامل مع الجسد و"الطبيعة"، ومفهوم الحريّة الشخصية داخل منظومات اجتماعيّة، وبالنسبة إليها، وحدود سيطرة المجتمع والدولة على قضايا الجنس والجسد والشهوة، وتداخلهما فيها. علاوة على ذلك تُطرَح للنقاش أسئلة حول السياسات والموارد وإمكانية النشاط التضامنيّ المشترك، والدمج في النضالات والأهداف بين النسويّة والتحوليّة. تصبح الأمور أكثر وضوحا مقابل السياسة الشعبوية الكارهة للنساء، والتي تمارس رهاب التحول التي تعتبرُ النقد النسوي ونضال مجتمع الميم سيّان.
على الرغم من المركزية السياسيّة والاجتماعية لهذه القضايا في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن دراسات الجندر في إسرائيل لا تتطرق إليها تقريبا، ليس كموضوع نظري، ولا كقضية اجتماعية أو سياسية. لكن في السنوات الأخيرة يتبلور هنا أيضا الاستنتاج بأنّ التهرّب من هذه القضية لم يعد ممكنًا. دراسات التحول (Trans Studies) [ما زالت] غير قائمة في إسرائيل، لذا يدور الحديث عن مسار يحمل طابعا ابتكاريا وتجريبيا. تعاملت نقاشات المجموعة مع هذه الأسئلة من خلال الالتزام بمراجعة مفتوحة لمواضيع مشحونة، ومن خلال البحث عن سبل للتفكير المشترك والخلاق حول هذه القضايا.
ضمّت مجموعة البحث 18 باحثة وباحثا، والتقت على نحو منتظم خلال عامي 2023 وَ 2024.