يسعى سمينار "أدب العالم" إلى مراجعة أسئلة نظرية ومؤسّساتيّة حول العمل الأدبيّ الآني والبحث الادبيّ في عصر العولمة. العولمة المتسارعة في تسعينيّات القرن العشرين حوّلت مسألة الأدب العالميّ إلى مفترق طرق مركزيّ وثريّ يمكّن من إلقاء نظرة حول المستقبل المنظور، ونظرة استرجاعية للحظات "العالميّة" السابقة. ظهرت ومضات مفهوم عالمي للحقل الادبي في القرن التاسع عشر، عند انتشار التجارة العالمية، لكنّ الأدب العالميّ في أيامنا هذه أصبح واقعًا ملموسًا يحمل في طياته مشاكل وتحدّيات تاريخية جديدة.
من ناحية، يسعى مفهوم "الأدب العالميّ" إلى استبدال "الأدب المقارن" وتحقيق الوعد بضمّ الآداب التي تقع خارج العالم الغربيّ أو الشمال المُعَولَم. من المفروض أن يعاد كلّ ما أسقط وأهمل إلى هذا الأدب، كي يجد مكانه مجددا، وكأنّه يشهد نوعا من الخلاص. من ناحية ثانية فإن الأدب الذي يصبح عالميا، (ويحصل غالبا على ترجمات للإنجليزية)، ما زال بدرجة كبيرة أدب الدول الرأسماليّة القوية، أدب الغرب أو الدول ذات الأهواء الغربيّة. في هذا السياق يهدّد الأدب العالمي بإخفاء الآداب التي لا تحظى بالحضور إلا بشروطه، أو إخضاعها لمنطقه.