خلفية:
تدور في السنة الأخيرة في إسرائيل ومنطقة الشرق الأوسط حرب بأحجام لم نعهدها منذ عشرات السنين. تشمل خصائص الحرب الحالية استخدامًا هجينًا لتكنولوجيات قتال من أنواع جديدة، إلى جانب تعاظم القتال العسكري التقليدي وتجنيد واسع للاحتياط، واستخدام تكنولوجيات اتصال لأغراض البروباغاندا وإخفاء المعلومات، وقصف مكثّف لتجمّعات سكنيّة مدنيّة، وخطف مواطنين/مواطنات، واستخدام العنف الجنسيّ، وإلحاق أضرار بالغة بأنظمة إيكولوجيّة، وانهيار خدمات دولانيّة في عديد المجالات، وتفاقم الإجرام المنظّم، وانتشار السلاح الخفيف، وتآكل في حظر استخدام السلاح النوويّ.
على الرغم من أنّ الإدراك المتعلّق بالتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لهذه الخصائص ما زال في بداياته، فمن الواضح أنّ مكانة النساء ما زالت تتحدد وفق أنماط تاريخية مألوفة، تتجسد-فيما تتجسد-في غياب النساء عن كابينيت الحرب، والتوقّع من النساء اليهوديات أن يشغلن وظائف مدنية لرعاية ودعم الجبهة الداخليّة، والتجنّد لوظائف قتاليّة في الجيش النظاميّ وفي جيش الاحتياط. علاوة على ذلك يجري عرضهنّ بأنهنّ الضحايا الأساسيّات للحرب. مجموعاتٌ صغيرة من النساء اللوات يرفضن التعاون مع هذه الأدوار، أو أنهن لا ينتمين للأغلبية اليهودية، مطالَبات بالتعامل مع أنماط آخذة بالاتساع من الرقابة الاجتماعيّة والسياسيّة، الرسميّة وغير الرسميّة على حد سواء.
نحن نسأل: هل وكيف نمارس تفكيرا نسويًا نقديًا خلال الحرب؟ كيف تنتج النساء معرفة ويجرين أبحاثا في حالة التهديد الوجوديّ الجماعيّ؟ ما العلاقة بين تأثيرات الحرب على النساء وبين مكانتهنّ عشية السابع من أكتوبر؟ ما الذي يمْكِن تعلّمه من حكايات نساء حول تجاربهنّ وأفكارهنّ؟ كيف يربطن بين تجارب نساء على المستوى الشخصيّ ومسارات سياسيّة واجتماعيّة واسعة؟ ما الذي يمكن تعلّمه من تحليل حالة نساء في إسرائيل حول الحروب الراهنة ونتائجها؟ ما هي شروط خلق فضاءات بديلة لحريّة فكريّة ومسؤوليّة أخلاقية في فترات العنف المتطرّف؟
حول ورشة البحث
أعدت ورشة البحث لإنتاج فضاء للتفكير المشترك حول هذه القضايا، وستعمل وَفْق مبادئ الأكاديميّة المفتوحة الداعمة والإنمائية بهدف تشجيع نشر بحث متعدّد المجالات ومتقاطع الأجيال، وإتاحة المعرفة لشرائح سكانيّة مختلفة. ستعمل الورشة لمدة 18 شهرا، وستقام في إطارها خمسة لقاءات مركّزة، ومؤتمر في معهد فان لير في القدس.
ندعو لتقديم عروض باحثينَ وباحثات من تنويعة المجالات في العلوم الاجتماعية والإنسانية، ومن بينهم طالبات وطلبة بحث (بعد المصادقة على مشروع البحث) الذي بدأوا بإجراء بحث فعلي (نظريّ، كمّيّ، أو نوعانيّ)، أو انهم في مراحل كتابة مقال. سيشكّل عرض أعمال البحث وقراءة مشتركة لمسوّدات المقالات محور لقاءات ونقاشات المجموعة. المشاركة في الورشة تستوجب حضورًا نشطًا في جميع اللقاءات، وعرض البحث في مؤتمر عام. إلى جانب الإصدارات المستقلّة، سيجري التفكير في نهاية الورشة بإمكانيّة نشر إصدار مشترك (عدد خاص لمجلة أو مجموعة مقالات).
تقود المجموعة د. ساراي أهاروني، رئيسة برنامج دراسات الجندر في جامعة بن غوريون في النقب، وبمرافقة لجنة استشارية عضواتها هنّ: البروفيسورة نعّومي حزان، والبروفيسورة حانه هرتسوغ، وهداس بن إلياهو، ورونا براير-ﭼارب