قراءة القصص في مرحلة الطفولة تسهم مساهمة حيويّة في التطور الإدراكيّ، وتشجّع على اكتساب السلوكيّات الاجتماعيّة-العاطفية اللائقة والقيم. قراءة القصص تثري لغة الأطفال وتحسّن تحصيلهم العلميّ. بالنسبة للأطفال في سن الطفولة المبكرة يستطيع الكبار من حولهم شغل دورٍ حاسمٍ في هذا الموضوع. قراءة القصص مع الأطفال (وللأطفال) تؤثر تأثيرا بالغًا على عادات القراءة لديهم على امتداد حياتهم. على الرغم من الأهميّة البالغة التي تحملها هذه الممارسات، يبدو أنّ ثقافة القراءة في المجتمع الفلسطينيّ في إسرائيل ليست متطورة على نحو مُرْضٍ، وينسحب الأمر بخاصّة على الفئات الضعيفة والمهمّشة التي يعيش فيها الأطفال تحت خطّ الفقر، وفي بيئة غير مستقرّة، لا ينخرط الكثير من الأطفال فيها في الأطر التربويّة المعدّة لمرحلة الطفولة المبكّرة بسبب غياب البنى التحتية. انعدام القراءة في هذه الفئات العمرية في المجتمع العربي يعزّز الفجوات القائمة وانعدام المساواة في إسرائيل.
في سبيل تعزيز الأطفال من هذه الشرائح السكانيّة وإعدادهم إعدادًا جيدًا للانخراط في جهاز التربية والتعليم الرسميّ، يدير معهد فان لير في السنوات الأخيرة برنامجًا لتنمية ثقافة القراءة للأطفال في ثلاثة تجمّعات سكنيّة عربيّة في البلاد وهي: أمّ الفحم (بالتّعاون مع كلية باقة الغربية)، والقدس الشرقيّة، وحورة في النقب. تقام هذه البرامج بالتّعاون مع وزارة التربية والتعليم، والسلطات المحليّة ومهنيّين ميدانيّين وقيادات مجتمعية في المدن، ويقوم صندوق فان لير وصندوق بادر بدعمها.