نحن لا نعتبر دراسة العلوم الإنسانية نوعًا من الكماليات بل هي حاجة ماسة وحيوية للبشرية. لا بديل عن التبصّرات التي تنبثق عن النقد الفلسفي، ولا يمكن الاستعاضة عن الاستنتاجات التي يوفرها التحليل التاريخي، أو المعاني التي تضفيها الاعمال الفنية على الروح والمجتمع.
على الرغم من ذلك، تشهد السنوات الأخيرة تراجعا مقلقا ومتواصلا في مكانة العلوم الإنسانية في المجتمع-في جهاز التربية والتعليم، ومؤسسات التعليم العالي وفي الحيز العام. نحن نؤمن بضرورة إدخال تغيير حقيقي على هذا الوضع في سبيل تعزيز وإثراء المجتمع في إسرائيل ومنع الضحالة في الخطاب في السياقات الاجتماعيّة والاقتصادية والثقافية والسياسية في الدولة.
وكجزء من هذا المجهود بدأ معهد فان لير يمنح جائزة فان لير للوظائف النهائية المتفوقة في العلوم الإنسانية. بدأ منح الجائزة في العام 2014 وهي معدّة لطلبة المدارس الثانوية في سبيل رفع الوعي لأهميّة العلوم الإنسانية في صفوف طلبة المدارس فوق الابتدائية، وتشجيع كتابة وظائف نهائية في هذه المجالات. هذه الجائزة هي واحدة من الجوائز القليلة التي تمنح في البلاد لوظائف الإنهاء في جميع مجالات العلوم الإنسانية. ويحق لجميع الطلبة الذين قدموا وظائف إنهاء في مجالات العلوم الإنسانية بحجم خمس وحدات في إطار المدرسة ووفق طلبات وزارة التربية والتعليم، يحق لهم التقدّم لهذه الجائزة.
في كل عام يقوم عشرات الطلبة والطالبات من جميع أنحاء البلاد، ومن جميع الشرائح السكانيّة ترشيح وظائفهم لنيل الجائزة. تتناول الوظائف مجالات عديدة في العلوم الإنسانية بما في ذلك التاريخ، والأدب، والتوراة، والفكر اليهودي، والفلسفة، واليهودية، والأدب العربي، واللغة العربية، والديانة الإسلامية، وعلم الآثار، والفنون، والسينما، والموسيقى.
يجري فحص الوظائف من قبل لجنة تحكيم تضمّ باحثين وأساتذة جامعيين مرموقين، وتختار من بينها الوظائف المتميّزة على نحو استثنائي، فيحصل أصحابها على جوائز مالية. تختار اللجنة أيضا خمس وظائف تستحق التقدير الخاص، ويُمنح كاتبوها علامة الإشادة والثناء. يجري توزيع الجوائز في حفل يقام في معهد فان لير. في السنوات الأخيرة منح رئيس الدولة رؤوفين ريفلين رعايته لحفل منح الجوائز، ويقوم الفائزون بزيارة ديوانه ويحظون بتبريكاته.