يستعرض كتاب إكس ليبريس: تاريخ من النهب والحفظ والاستملاك في المكتبة الوطنية في القدس(Ex-Libris: Chronicles of Theft, Preservation, and Appropriating at the Jewish National Library)، يستعرض تفاصيل ثلاثة أحداث دار رحاها بين جدران المكتبة الوطنية: مشروع "كنوز المهجر" الذي جرى في إطاره إحضار مئات آلاف الكتب التي تعود لليهود وسطا عليها النازيون إلى القدس؛ وتجميع ثلاثين ألف كتاب تعود لفلسطينيين إبان حرب العام 1948؛ وتجميع كتب ومنسوخات يهود قدموا من اليمن في نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات من القرن المنصرم.

هذه الكتب هي شهادة على عملية الفصل بين الناس وإرثهم، وعلى ادعاء الحركة الصهيونية بأنها مالكة الماضي اليهودي وحقبة ما قبل الصهيونية في البلاد؛ تكشف هذه الكتب النقاب عن ارتباط الثقافة القومية- الصهيونية بالاستشراق والاستعمار الأوروبيّيْن، كما تكشف النقاب عن عملية المحو والنسيان التي فرضتها الصهيونيّة على رعاياها وأنصارها. يفضح الكتاب كذلك علاقة القرابة بين الأدب والعنف الاجتماعي- السياسي، ويرسم ملامح جديدة للمكتبة الوطنية في القدس: فهي ليست بالموقع الطاهر المنغلق في قاعات وردهات الروح المتجمّدة، وليست موقعا للتاريخ المحكم الإغلاق، بل إنّها - وفي الأساس- حاضرٌ يتحرّك داخل ماضيه المتشابك والمعقّد، وهي حيزٌ للظلم وغياب العدل، لكنه (أي الحيّز) يوفّر لنا في الوقت ذاته فرصاً للتصحيح والاعتراف والمغفرة.