في العقود الأخيرة، ولا سيّما منذ نهاية ثمانينيّات القرن العشرين، تعرض كاتبات عربيات بنات الجيل الجديد موديلا يضع "الأنا" النسائيّ في المركز، وتلاحَظ في أعمالهنّ حركة دائمة (أقوى من الماضي) بين فضاءات الهُويّة، والطموحات والأحلام. تفتح هذه الإبداعات كوّة على العوالم الغامضة للنساء، وتمكّن من إلقاء نظرة خاطفة على نفوسهنّ وحيواتهن، من خلال السعي إلى خلق مساحات نسائيّة جديدة بواسطة أساليب أصيلة ومبتكَرة.

يشكل كتاب الحركة بين الفضاءات: حول الصوت النسائي في أعمال اديبات عربيات من الجيل الجديد ثمرة عمل مجموعة البحث "كتابات أديبات عربيّات شابات" التي نشطت في معهد فان لير في القدس في الفترة بين 2009- 2011. تمحورت المشاركات في المجموعة (وجلهّن باحثات عربيات ويهوديات في مجاليّ الأدب العربيّ الحديث والجندر) حول أعمال تسع أديبات بارزات من الجيل الجديد في العالم العربي وهنّ: زينب حنفي، وهديّة حسين، وشريفة الشملان، وهيفاء بيطار، وفضيلة الفاروق، وليانة بدر، وأحلام مستغانمي، وسامية العطعوط، وراوية بربارة. تراجع مقالات الكتاب الحركة بين الفضاءات الجغرافيّة والفضاءات النفسيّة، وبين العوالم المتخيّلة والواقع، من خلال السعي إلى ترسيم التوتّر بين الاستكانة للتقاليد والعادات الاجتماعيّة بين المقاومة والتمرّد والتحدّي. يصف المقال الأخير في الكتاب سيرورة كتابة أربع أديبات فلسطينيات من مواطنات دولة إسرائيل وقبولهن الاجتماعيّ: ميسون أسدي، ورجاء بكريّة، وعناق مواسي، وراوية بربارة، وذك من وجهة نظر نسويّة. يقدّم القسم الثاني من الكتاب ترجمات للعبرية لعدد من الاعمال الأدبية التي نوقشت في المقالات، وجرت ترجمتها خصيصا لهذا الكتاب.