ماذا تبقى اليوم من المعتقد المسيحي في المخطّط الإلهي؟ وما هو المكان المحجوز لليهود في هذا المخطّط؟ ولمن ليسوا يهوداً ولا مسيحيين؟ هذا السؤال يقع في صلب اللاهوت المسيحيّ في القرن العشرين، لا سيّما بعد الكارثة، وبعد إقامة دولة إسرائيل، وقرارات مجلس الفاتيكان الثاني. الراهب الدومينيكاني الأخ مارسيل جاك ديفواه (1920-2007) سخّر حياته وقوّته الروحيّة والذهنية للخوض في هذه المسألة، وعليه فقد هجرَ على ضوئها وطنه الأمّ فرنسا واستوطن في القدس. شغل البروفيسور ديفواه منصب رئيس قسم الفلسفة في الجامعة العبرية، ورئيس مجلس الفاتيكان للعلاقات بين الديانتين اليهوديّة والمسيحيّة، وفاز في العام 1996 بجائزة إسرائيل تقديرا له على مشروع حياته.

يضمّ الكتاب الحالي مجموعة من المقالات التي كتبها زملاء الأخ مارسيل ديفواه في المؤسسة الأكاديمية وفي الكنيسة الكاثوليكية. تعالج المقالات ثلاثة مواضيع أساسيّة تعكس المجالات التي نشط فيها ديفواه، وهي تلقي مزيدا من الضوء على شخصيّته: تدريس الفلسفة، الجدل اللاهوتي، وبناء جسور الحوار اليهودي-المسيحي. لا تبدو العقيدة في هذا الكتاب حلاً سهلا لمن يبحث عن إجابةً عقائدية جامدة على تساؤلاته بل مصدر إلهام لمن يبتغي المضي قدما في التساؤل والتخبّط. المقالات في الكتاب تبيّنُ أنّ الحوار يشكل ثمرة اللقاء بين الأشخاص الذين يعثرون لدى بعضهم البعض على التساؤل المشترك والتخبّط حول أسئلة مماثلة.