أثارت مساواة الفرص في التربية والتعليم على نحو دائم نقاشات حادة ومتيقظة داخل المجتمع الإسرائيلي. هذه النقاشات مهمّة وضرورية لأنّ التعليم ومستوياته يؤثّران تأثيراً بالغاً على فرص نجاح الطلاب في الحياة. يشير حضور أو غياب النقاشات إلى درجة تماسك المجتمع الإسرائيلي ومدى التزامه بقيم العدالة الاجتماعيّة.

مجموعة المقالات تطبيقات الفروق في حقل التربية والتعليم في إسرائيل: نظرة من الأسفل تطرحُ نقاشا في قضايا المساواة والفرص في التعليم من منظور توجّهات نظرية وبحثية مختلفة- بعضها يتأمل الواقع من "الأسفل"، من مستوى الميكرو، وبعضها الآخر يختار النّظر إليه من "الأعلى" من مستوى الماكرو. تدمج المجموعة كذلك بين منهجيات بحثيّة "كميّة" ومنهجيات بحث " نوعيّة". هذه اللقاءات النظرية ترسم صورة مركّبة وغنيّة لحقل التربية والتعليم في إسرائيل، والذي يتميّز- كما يبيّن الكتاب- بنزعات استمرار وإعادة إنتاج اجتماعي من ناحية، وبتغييرات بعيدة المدى من ناحية ثانية.

تتمثّل إحدى الاستنتاجات المركزيّة للكتاب في استحالة فهم النزعات المتناقضة المذكورة دون التطرق لوجهات نظر مختلف اللاعبين في حقل التعليم: المدرّسون، والطلاب، والأهالي، والمديرون، والموظفون البيروقراطيون. تعالج غالبية المقالات في الكتاب الدور الفاعل لهؤلاء وسبل تعاملهم الحيوية والمتواصلة مع الواقع المركّب والمليء بالتناقضات في العملية التعليمية. تستدعي الدراسات في هذا الكتاب بدرجة كبيرة مراجعة مجدّدة لصندوق العدّة النظري الذي يستخدمه علماء الاجتماع والانثروبولوجيون الذين يدرسون غياب المساواة في التربية والتعليم. التيارات الباطنية التي ما انفكت تطفو على السطح في الآونة الأخيرة في المجتمع الإسرائيلي وفي مجتمعات أخرى تجسد أهميّة المحافظة على مركزيّة النقاش حول غياب المساواة في حقل التعليم، ومراجعة العوامل التي ولّدته، ورسم سبل التعامل معه ومواجهته.