تتناول المقالات التي جُمعت في هذا الكتاب التوجّهات الاجتماعية والسياسية التي تولّد "فجوات مواطنة" في المجتمع الإسرائيلي، والممارسات التي تحاول مجموعات مختلفة مواجهة هذه الفجوات بمساعدتها. يصبّ الكتاب جل اهتمامه في آليات الإقصاء التي تتبناها دولة إسرائيل، وفي المجموعات الني تُمنع من الانتماء إليها، أو التي تُدفع نحو هوامشها السياسيّة والاقتصادية والثقافية. على الرغم من ذلك لم تغب عن الكتاب مكانة الآليات التي تمكّن من احتواء أفراد أو مجموعات داخل المجتمع، فآليات الإقصاء وآليات الاحتواء في الدولة القومية تشكل وجهان لعملة واحدة.

يجري تحليل هذه الآليات المعقّدة على ضوء النقاش الواسع الذي يدور في العالم حول هذا الموضوع، كما يتجسد في الأدبيات ذات الصلة، ومن خلال مراجعة وفحص التطوّرات السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والفكرية التي تميّز عصر العولمة. تسعى مقالات الكتاب- فيما تسعى- إلى مراجعة الكيفية التي يخلق فيها التدّفق السريع للأموال والبضائع والمعلومات والبشر (وكل هذه من تمظهرات عمليات العولمة)عدم تجانس آخذ بالاتساع بين الإطار السياسي والقانوني الذي يعرّف حقوق الإنسان (أي الدولة القومية)، وبين الواقع السوسيولوجي المعقد الذي يشّجع غياب المساواة البنيوية والعميقة في الطريقة التي ترُصد فيها (الأموال والبضائع والمعلومات).