كانت بداية كتاب "فضاء ادبي عربي-عبري" في مجموعة من الباحثين اليهود والفلسطينيّين مواطني إسرائيل والتي نشطت في الفترة الواقعة بين عامي 2009-2010 في معهد فان لير، وتناولت ودرَست فصولا من الأدب الفلسطينيّ. الحضور الفلسطينيّ في اللغة العبريّة تحوّل إلى حضور ملحوظ في الأدب العبريّ، ومكّن النقاش المشترك جميع أفراد المجموعة – فلسطينيين ويهود على حد سواء – من خلق حيّز لسانيّ وأدبيّ مشترك. كانت تلك مشاركة في حيّز متصدّع ومشبّع بالفضاءات والتّناقضات، وهو "الحيّز الثالث" الذي تناوله هومي بابا في كتاباته، ذاك الذي يحوّل انعدام التكافؤ إلى مسألة وقضيّة يجري تحدّيها مرّة تلو مرّة، انطلاقا من كونه حيّزا مشتركاً.

مقالات الكتاب بغالبيتها من تأليف أعضاء المجموعة، وتتناول فصولا في الأدب الفلسطينيّ ولقاءات بين الأدب الفلسطينيّ والأدب العبريّ. وإذا تقبّلنا الادعاء القائل بأنّ كلّ نص هو نوع من انواع الترجمة، يمكننا القول أنّ الأعمال في هذا الكتاب – تلك التي تعالج ممارسات الترجمة معالجة مباشرة، وتلك التي تتناول نصوصا فلسطينيّة مترجمة بواسطة اللغة العبرية – هذه الأعمال تشخّص – كلّ بطريقتها – المعاني السياسيّة والاجتماعيّة للنصوص المقروءة، أي المترجمة من الأدب الفلسطيني إلى الأدب العبري.