الشخصيات السياسّية الحاريديّة تمتثل لأوامرهم، والإعلام الحاريدي لا يتوقّف عن كيل المديح لهم، والانترنت الحاريدي يعجّ بصورهم. الحاريديون يطلقون عليهم اسم "غدولي يسرائيل" ("كبار إسرائيل")، أو "هَغدوليم". من هي إذا هذه الزعامات الروحيّة المتعاقبة للجمهور الحاريدي التي تحولت إلى رموزه البشرية؟ ما هو سرّ قوتها؟ وما هي أفعالها؟

يضم كتاب هَغدوليم: الشخصيات التي رسمت معالم التيار اليهودي الحاريديّ في إسرائيل، خيرة دارسي اليهودية الارثوذكسية، وقام هؤلاء ولأول مرّة بعرض "هيكل زعماء" اليهودية الحاريدية منذ مطلع القرن التاسع عشر وحتى الأمس. كبار حاخامات شرق اوروبا وأيريتس يسرائيل والولايات المتحدة ودولة أسرائيل- بدءا من هَحاخام سوفير وصولا إلى الحاخام عوفاديا يوسيف- تُخضَع لتحليل مركّب يشمل سيرتها الذاتية واعمالها التوراتيّة ونشاطها الجماهيريّ العام. شخصيات جرت مناقشتها حتى الآن في كتب المديح وكتب الصدّيقين تُعرض لأول مرّة تحت سقف واحد عبر تحليلات تاريخية منهجية تقوم بعرضها على خلفية عصرها ومكانتها وجمهورها، وتسعى أيضا للتوقف عند الصفات الشخصية الاستثنائية التي مَوْضعَتها على رأس الزعامات الروحيّة، وحولتها إلى شخصيات خالدة.

جرى تأليف كتاب هَغدوليم على شرف البروفيسور مناحيم فريدمان، الباحث الرياديّ في مجال المجتمع الحاريدي في إسرائيل والذي ألّف العديد من الكتب والمقالات حول هذا الموضوع. يختصّ محررو الكتاب في دارسة التيار الحاريديّ: البروفيسور بنيامين بارؤون يعمل في أبحاث الهَلاخاة، وفكر وتاريخ التيار الحاريدي، ويدرّس في قسم الدراسات اليهودية في الجامعة العبرية في القدس، أما د. نيسيم ليؤون فهو عالم اجتماع يدرُس التيار الحاريدي الشرقي ويدرّس في قسم علم الاجتماع والانثروبولوجيا في جامعة بار إيلان.