يعمل "عامي الأَلوف" في شركة المقاولات التابعة لأبيه والتي أُسِّست في ديمونا. اكتشف الأب في شبابه خلطة إسمنتيّة خاصّة ("يابني الجوبا") (الإسمنت العجيب) التي تمكّن من إقامة البنايات على نحوٍ سريع. بفضله وبفضل اكتشافه عشيّة الانضمام إلى الاتّحاد، تطوّرت الشركة التي يملكها وأصبحت خدماتها مطلوبة في أرجاء الاتّحاد. في أحد أيّام الصيف الحارّة، يُطلَب إلى عامي أن يعود إلى ديمونا على الفور؛ فقد مرض أبوه على حين غرّة، وبدأت المؤامرات المتعلّقة بالميراث تُحاك من طرف أمّ عامي، ومن طرف عمّه ديكل. يقتنع عامي رويدًا رويدًا بأنّه يعرف مَن يقف خلف مرض أبيه، ويتخبّط بشأن الكيفيّة التي عليه أن يتصرّف بحسبها، وبشأن الواجب الملقى على عاتقه بوصفه ابنًا، والواجب الملقى على عاتقه بوصفه مواطنًا في الثقافة الجديدة التي يمثّل فيها التشارُك والمصلحة المشتركة قيمتَيْن ساميَتَيْن.

على نحوِ ما يلمّح إليه اسم الرواية القصيرة الإسمنت (اسم الرواية بالعبريّة هو "هَمِيلِطْ" أي الإسمنت، غير أنّ الاسم قريب جدًّا بلفظه من اسم مسرحية "هاملت" الشهيرة - المترجم)، هي تشكّل صيغة حديثة  لمسرحيّة التخبُّطات والانتقام المشهورة التي ألّفها شكسـﭘـير، ويستخدمها ﭼـﭬـرون كي يتساءل بشأن طبيعة الإنسان: بأيّ درجة يَحُول مجتمعٌ يقمع الجشعَ والتملُّكَ دون ظهور صفات بشريّة أساسيّة كالتنافس والطمع، على سبيل المثال؟ وفي ما إذا ظهرت، هل تأخذ هذه الصفات شكلًا جديدًا؟

العام 2066. بعد سلسلة من الكوارث البيئيّة من ناحية، والتسارع التكنولوجيّ الذي أبطَلَ الحاجةَ إلى الكثير من الأعمال البشريّة وبشَّرَ بعصرٍ قِوامُهُ الوفرة المادّيّة من الناحية الأخرى، يخوض الشرق الأوسط غمار اصطفاف جديد على المستويات السياسيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ، كما هو الشأن في مواقع مختلفة في العالم. ضفاف الأردن، المنطقة التي تضمّ دولة إسرائيل وفلسطين والأردن وأجزاء من لبنان وسوريا، هي لواء مستقلّ يخضع لمجلس الاتّحاد الشرق أوسطيّ، ويتوافر لكلّ فرد يسكن فيه حقّ الحصول على راتب عامّ ومسكن شعبيّ، مقابل ساعات يخصّصها للعمل لمصلحة الجمهور.

الروايات القصيرة الأربع التي تدور حول حقبة ما بعد الرأسماليّة هي ثمرة مشروع وُلِدَ داخل مجموعة بحث في ﭬـان لير بإدارة د. كفير كوهين لوستيـﭺ. تدور أحداث كلّ واحدة من هذه الروايات القصيرة في واقع مشترَك ابتدعه أربعة الكُتّاب والكاتبات الذين شاركوا في المجموعة، وتُشكِّل كلّ واحدة منها عملًا قائمًا بحدّ ذاته، لكنْ قراءتها معًا توسّع صورة العالم والمجتمع التي ترسمها كلّ على حِدة، وتكشف النقاب عن شبكة من الترابطات بين القضايا التي تطرحها كلّ واحدة منها. كلّ قصّة من هذه القصص ترافقها اختتاميّة كتبها د. كفير كوهين لوستيـﭺ، والـﭘـروفيسور شمعون أداف.