تُظهر المعرفة التراكمية في العالم بشأن تأثيرات حالات الطوارئ والازمات على الدول والمجتمعات والنساء والرجال أن هذه التأثيرات ليست حيادية من الناحية الجندرية-حيث تواجه النساء تحديات تختلف عن تلك التي يواجهها الرجال، إن كان في مرحلة الطوارئ نفسها أو في مرحلة إعادة البناء والتأهيل، وما بعدها. من هنا تدعو الحاجة إلى تفكير جندري في سبيل تشخيص احتياجات النساء في المرافق الحياتية المختلفة، وبلورة استجابات وحلول تلائم مواقعهن الاجتماعية والاقتصادية.

يتمحور البحث الحالي في مسح  حالة النساء في نصف السنة الأولى من الحرب، من خلال مقارنتها بفترة بداية وباء الكورونا وذلك بغرض تشخيص أنماط جندرية في أزمتين مختلفتين، والتعلم منهما حول سبل العمل، والسياسات،  والاستجابات والحلول التي يمكن لها أن تساعد على تقليص الفجوات الجندريّة، ومنع مزيد من الأضرار للنساء في إسرائيل، لا سيما بكل ما يتعلق بدرجة تأثيرهنّ على اتخاذ القرارات في الدولة، وعلى قدرتهنّ على الاكتساب، وفي تعميق الصعوبة القائمة في خلق التوازن بين العمل الأجير ورعاية أبناء وبنات العائلة، وصحّتهن البدنيّة والنفسيّة، وتعاملهنّ مع العنف داخل العائلة.

يُستهل المستند في استعراض الاستحقاقات الجندرية لحالات الأزمات والطوارئ المختلفة، وبعد توصيف مثودولوجي قصير تُعرَض نتائج مفصّلة حول الوضع في إسرائيل في قضايا التمثيل والتأثير السياسيّ، والتشغيل والخدمات الاجتماعيّة والعجز الرعائي، والعنف داخل العائلة، والإسكات والملاحقة على خلفية سياسية. يستعرض القسم الأخير تبصرات واتجاهات عمل وسياسات.

يوفر المستند قاعدة معرفية ترتكز على أبحاث دولية بشأن التأثيرات الجندرية لحالات الأزمة (كوارث طبيعية، وأوبئة، وأزمات اقتصادية، ونزاعات مسلحة)، وفي تشخيص وإضفاء معنى على بيانات حسّاسة للجندر نشرت في الأشهر التي مضت منذ اندلاع الحرب. مكوّن آخر في البنية التحتية للمعرفة هي معلومات جرى تجميعها بشأن حالة النساء في أوكرانيا وروسيا على خلفية الحرب المتواصلة بين البلدين.