يراجع الكتاب التوترات الداخلية في التعريف الذاتي لإسرائيل كدولة يهوديّة وديمقراطيّة تتحرّك بين محوري توتر مستقلين ومرتبطين في الوقت ذاته- اليهودية والديمقراطية: التوتر بين اليهود وغير اليهود (العرب الفلسطينيين في الأساس)، والتوتر اليهوديّ الداخلي بين مفاهيم قومية- ثقافية ومفاهيم دينية لليهودية.

يدّعي الكتاب أنّ الدمج بين اليهودية والديمقراطية قابل للتحقيق على المستوى المفاهيميّ، وقابل للتّسويغ على المستوى الأخلاقي المبدئي: يُمكن لدولة ديمقراطيّة أن تكون دولة قومية يهودية بحيث يشكل اليهود الملتزمون بالتعاليم الدينية جزءا كبيرا من سكانها. لا يمكن لدولة ديمقراطية أن تكون دولة شريعة دينية، ولا يمكن لدولة يهودية أن تكون ديمقراطية ليبرالية تقوم بخصخصة الهُويات غير المدنية لسكانها وتتعامل معهم بمساواة تامّة.

على الرغم من إمكانية الدمج بين اليهودية والديمقراطية على المستوى المبدئي وتبريرها، لا يمكن تبرير الكثير من الترتيبات والمسارات القائمة في إسرائيل، لا بل إنها تهدّد الاستقرار الاجتماعيّ وديمقراطيّة الدولة. إدراك التوترات ودورها المركزي، والاستعداد لتوفير الحلول المبدئية والدستورية يشكّلان شرطا مهما لتحسين حظوظ دولة إسرائيل بقائها كدولة يهودية وديمقراطية وقابلة للتّسويغ.

يتركز الكتاب على سلسلة من المحاضرات التي ألقيت في معهد فان لير في القدس في حزيران من العام 1996.