في العالم بعامّة، وفي إسرائيل بخاصّة، تعلو أصواتٌ تنادي بضرورة إجراء مراجعة مجدّدة لتدريس موضوع الاقتصاد. تعاظمت هذه الأصوات مع نشوب الأزمة الماليّة العالمية في العام 2008. ينتشر الشعور بعدم الرضا من تعليم موضوع الاقتصاد في إسرائيل في صفوف طلاب الجامعات، كما في صفوف المدرسين، وصولا إلى سوق العمل الذي يستوعب الخريجين. انطلاقا من ذلك قرّر معهد فان لير في القدس بالتّعاون مع اتحاد الطلاب الجامعيين في إسرائيل إقامة مجموعة بحثية تتناول موضوع دراسة وتعليم الاقتصاد في إسرائيل، لا سيّما في مرحلة التدريس لنيل اللقب الجامعي الأول. من أجل تعميق المعارف حول الوضع القائم، وعرض طرائق لتحسينه. عملت المجموعة بدءا من شهر تشرين الثاني 2009 وحتى شباط من العام 2011، وأعضاؤها طلاب جامعيين وخرّيجين من مساقات الاقتصاد في غالبيّة الجامعات الإسرائيلية، بالإضافة إلى محاضرين في هذه المساقات أو في مساقات الاقتصاد في الكلّيات، وخبراء اقتصاد كبار في أجسام حكومية وممثلين عن القطاع الخاص.

بغرض فحص المسألة على نحو عميق، وقع الاختيار على ثلاثة مسارات لمواصلة العمل: (أ) استعراض الأدبيّات التي تتناول التأثير المحتمل لتدريس الاقتصاد على الطلاب الجامعيين؛ (ب) مراجعة مقارَنة لتدريس الاقتصاد في الجامعات الإسرائيلية وفي خارج البلاد؛ (ج) إجراء استطلاع بغرض تشخيص توقّعات طلاب الاقتصاد في الجامعات الإسرائيلية، وكذلك بهدف فحص الفرضيّة القائلة بأنّ التّعليم بحدّ ذاته يؤثّر على الطلاب- على ضوء استنتاجات استعراض الأدبيات المهنية. نشدد هنا أن الهدف من ورقة المواقف كان مهنيا صرفا، وليس دفع دراسات الاقتصاد نحو اتجاه أيديولوجي محدد.

الاستنتاج الأساسي الذي توصّلت إليه المجموعة هو أنّ تعليم الاقتصاد يتسم بنزعة نظرية مفرطة؛ وأن هذا التعليم لا يُعدّ الخريجين على نحو كاف لوظائف مستقبلية ذات استحقاقات اجتماعية واقتصادية واسعة.