في العقدين الأخيرين خضعت سياسة الجيش الإسرائيلي تجاه النساء لتغييرات جذرية، وهي تواجه الكثير من التحديات من اتجاهات عديدة. في العام 2017 على سبيل المثال كانت نسبة النساء اللواتي تطوعن لشغل وظائف قتالية هي الأعلى منذ سنوات عديدة، لكن ثمّة الكثير من المعارضة- في داخل الجيش وخارجه- ضد فتح الوظائف القتالية أمام النساء، وضد إلغاء الفصل الجندري في المساقات العسكرية. النظام الجندري للجيش لم يعد كما كان في السابق- بنية واحدة موحدة ومتماسكة؛ والحديث يدور عن حقل دينامي يخضع لتأثيرات قوى متضاربة، ولا تلقي استحقاقاته بظلالها على النساء فحسب بل على الرجال أيضاً وعلى مفهوم الرجولة في الجيش.

إن الفرضية الأساسية للكتاب: الجندر في القاعدة: النساء والرجال في الخدمة العسكرية هي أنّ الجيش منظمة غير متجانسة؛ وتظهر فيه تجليات مختلفة للمساواة وانعدام المساواة في حلبات مختلفة، وهو يدير علاقات متعدّدة الأوجه مع المجتمع المدني. لا تتناول المقالات المدرجة في الكتاب الرجال والنساء كفئات اجتماعية موحّدة، بل تراجع معنى الخدمة العسكرية بالنسبة لمجموعات مختلفة تخدم في وظائف مختلفة. تتناول المقالات التجليات العلنية والخفية لغياب المساواة في الجيش، وتفحص اللقاء بين الجندر والمكانة، والإثنية والدين في المنظمة العسكرية، وتعرض إمكانية المساومة مع المنظمة العسكرية، وحتى معارضتها.

التغييرات التنظيمية التي طرأت على الجيش في إسرائيل والمنظورات النظرية التي اتسعت مع مرور الوقت دفعت إلى تطور حقل بحثي واسع ومكثف يتناول الجيش والجندر في إسرائيل. في هذا الكتاب يجتمع لأول مرّة كتّاب بارزون في المجال، وباحثون وباحثات من مجالات معرفية مختلفة: علم الاجتماع والانثروبولوجيا، والعلوم السياسية، ودراسات الجندر، الدراسات الثقافية، والسينما والأدب. يعرض الكتاب تنويعة من المقالات التي تتناول أربعة أبواب الكتاب وهي: الهُويات العسكرية؛ السياسة الجندرية في الجيش؛ العلاقات بين الجيش والعائلة؛ معارضة الحرب والاحتلال في إسرائيل في هذه الأيام.