يعرض كتاب الذاكرة والنسيان -مخطوطات البحر الميّت للمرة الأولى أمام القارئ بالعبريّة وصفا شاملا لمخطوطات البحر الميّت. ثمة اعتقاد سائد بأن الوثائق الناجية (وعددها 930) تعود لمكتبة كهنة، ضاعت وطواها النسيان على خلفية صراعات عاصفة بين مرجعيات متنافسة في القرون التي سبقت خراب الهيكل الثاني وبعده.

تعكس وثائق صحراء يهودا نظرة حياتيّة واضحة ترسّخ المرئيّ في الغيب. يعرض الكتاب مضامين الوثائق ويشدد على تميزها الكهنوتيّ والغامض، بكونها تتناول الزمان والمكان والطقس والذاكرة المقدّسة: الزمن المقدس يرتبط بالخلاف حول تقاليد اللّوح، والمكان المقدس يرتبط بالنقاش حول تقاليد التركيب، والطقس المقدس يرتبط بمفاهيم مختلفة لمكان الملائكة، وترتبط الذاكرة المقدسة بالنقاش حول تسلسل بداية الكهنوت. يراجع الكتاب طبيعة الصراع بين "الكهنة اللاويين من ذرية تْسادوك"- حملة ذاكرة تاريخية تختلف عن تلك التي نعرفها من "نص الماسوراه" ومن تقاليد الحكماء، وبين كهنة بيت حشمونائي، وذلك في القرنين الذين سبقا ميلاد المسيح. يشرح الكتاب سبب تحول مكتبة الكهنة أبناء تسادوك، (وهم الذين حافظوا على التوراة المدونة)، على نحو جزئي (من قبل حكماء التوراة الشفوية) إلى كتب خارجية تُحظر قراءتها، ولماذا غُيّبت هذه المكتبة من الذاكرة وطواها النسيان تماما حتى العثور عليه صدفة في مُغر قمران بين عامي 1947 وَ 1956. في مركز النقاش يقع الصراع بين تقاليد بديلة وبين ذاكرات تاريخية مختلفة في نهاية العصور القديمة- صراع حول الهيمنة والمرجعية والأهليّة.

راحيل أليئور هي بروفيسورة في الفكر اليهودي والتصوّف اليهودي في قسم الفكر اليهودي في الجامعة العبرية في القدس، وتشغل كرسي جين وغولدا كوهين للفلسفة اليهودي في الجامعة. حازت البروفيسورة أليئور على جائزة دراسة الكبَالاه على اسم غرشوم شالوم من الأكاديمية الإسرائيلية القومية للعلوم للعام 2006.