موضوع اللاجئين هو من المواضيع المهمّة والحساسة التي تقع على بساط البحث في المفاوضات بين إسرائيل والقيادة الفلسطينية، وعليه تُكثر وسائل الإعلام والأبحاث (باللغتين العربية والعبرية) من التطرق إليه. في المقابل يُدفع موضوع اللاجئين الفلسطينيين داخل إسرائيل جانبا، باستثناء مسألة مهجّري قريتي إقرث وبرعم في الجليل الأعلى. في السنوات الأخيرة تلاحَظ نهضة كبيرة في نشاط جمعيات المهجّرين داخل إسرائيل. هذا الكتاب الذي ألفه هليل كوهين هو الأول من نوعه في توثيق وتحليل ولادة مشكلة "مهجّري الداخل" بعد حرب العام 1948، والتحوّلات المختلفة لهذه المشكلة الحسّاسة والمعقّدة في الخمسين سنة الأخيرة. حل هذه المشكلة يحمل أهمية استثنائية في سياق عملية المصالحة التاريخية وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والشعب الفلسطيني، لا سيّما بالنسبة لتطور العلاقات المتساوية. يعتبر هذا الكتاب عملا رياديا في هذه القضيّة المهمّة، وقراءته تُعتبر إلزامية للمهتمّين في شؤون اللاّجئين بعامّة، وفي مشكلة اللاجئين الفلسطينيين داخل إسرائيل بخاصة. وسيجد الجمهور الواسع هذا الكتاب مهمّا لكونه يتطرق لتاريخ اللاجئين الفلسطينيين في إسرائيل في السياق العام لعلاقات الدولة والأغلبية اليهودية مع الأقلية العربية منذ العام 1948 وحتى يومنا هذا.

يُعدّ هليل كوهين رسالته لنيل شهادة الدكتوراه، ويدرّس في الجامعة العبرية في قسم الشرق الأوسط. حظي كوهين بجائزة رابين لأبحاث إسرائيل للعام 1999 على تأليف هذا الكتاب.