الفقر والسلوك في سوق العمل في المجتمع الحاريدي
تأليف | دانيئيل غوطليب |
الناشر | دار النشر معهد فان لير |
اللغة | العبرية |
سنة الإصدار | 2007 |
سلسلة | برنامج الاقتصاد والمجتمع |
في العام 2004 وصلت نسبة الفقراء في صفوف السكان الحاريديين في إسرائيل إلى 60% وذلك بحسب البيانات الرسمية النسبية، ووصلت إلى 68% بحسب منهجية الاحتياجات الضروريّة. وصل تعداد الفقراء الحاريديين في ذلك العام إلى حوالي 20% من مجموع الفقراء في إسرائيل، أي ضعف نسبتهم السكانيّة. على برنامج تقليص الفقر في إسرائيل أن يتعامل مع الفقر في المجتمع الحاريدي. مفتاح النجاح لهذا البرنامج هو الدّمج بين تعاطف الدولة مع قيم الثقافة الحاريدية ومع المشاكل الخاصّة بالمجتمع الحاريديّ، وبين اعتراف القيادة الحاريديّة بالتأثيرات السلبية لمجالات مختلفة في حياة السكان الحاريديين(كتنظيم الأسرة، التعليم والانخراط في سوق العمل ) على رفاهيته.
العوامل المركزية للفقر في صفوف الحاريديين في إسرائيل هي: (1) نواقص في التعليم الابتدائي، (لا سيّما في صفوف الذكور) في مجالات ضرورية لبناء القدرة على الاكتساب في المستقبل؛ (2) نسبة الإنجاب العالية، والتي تزيد من النفقات الضروريّة للعائلة من ناحية، وتُقلّص قدرة الأم على الاكتساب من ناحية ثانية؛ (3) نسبة مشاركة متدنية للرجال في القوى العاملة، ويبرز الأمر على نحو خاص في التيار الليتواني بسبب انكباب الرجال فيه على دراسات التوراة على نحو متواصل؛ (4) أجر بخس مقابل العمل، وذلك لأسباب عديدة ومنها غياب المهن المطلوبة التي تدرّ دخلا عاليا؛ (5) تقليص مخصّصات الأولاد للعائلات الكبيرة القائمة. هذه العوامل وسّعت من رقعة الفقر على نحو مباشر وغير مباشر. نسب الفقر في صفوف المجتمع الحاريدي ستواصل الارتفاع بسبب تواصل نسب الإنجاب العالية، وتجاهل جهاز التعليم الحاريديّ المتواصل للمواضيع التعليمية الأساسية التي يحتاجها الفرد من اجل الاكتساب في المستقبل. قوّة الفقر في صفوف الحاريديين في العام 2004 بلغت 3-4 أضعافها في صفوف السكان اليهود. تفاقم الفقر في صفوف الحاريديين في السنوات الأخيرة، وتضاعفت قوّته بين عامي 2000 وَ 2004. تتراجع قوة الفقر مع ارتفاع سن رب الأسرة، وعدد سنوات دراسته، على غرار المجموعات السكانية الأخرى.
نسب الإنجاب المرتفعة في صفوف الحاريديين تساهم في زيادة أحجام الفقر في صفوف السكان قاطبة على امتداد الوقت، حتى لو بقي الفقر ثابتا في صفوف الحاريديين، وذلك بسبب ارتفاع نسبتهم داخل المجموعة السكانية قاطبة. التقليص في مخصصات الأولاد زاد من أحجام الفقر في صفوف العائلات الكبيرة القائمة، لا سيّما في الأمد القصير. في السنوات الأخيرة ارتفعت نسبة مشاركة الرجال الحاريديّين في القوة العاملة، لكنّها ما زالت متدنّية. يساعد التدريب المهنيّ للرجال الحاريديين في العثور على عمل أكثر من مساعدته في تحسين مستوى الأجر. المشاركة المرتفعة نسبيا من قبل النساء الحاريديّات في القوّة العاملة- وعلى الرغم من العدد المرتفع للأبناء- تعوض نوعا ما عن المشاركة المتدنّية للرجال. هذه النزعات خفّفت قليلا من تفاقم الفقر الذي نبع في الأساس من تقليص مبالغ مخصصات الأولاد.
على الخطة التي تبتغي تقليص الفقر في صفوف المجتمع الحاريدي تقليصا جذريا (وعلى امتداد الوقت) أن تشمل عددا من الخطوات: (1) تحديد هدف عيني متعدد السنوات لتقليص الفقر؛ (2) تغييرات في التعليم الابتدائي، لا سيّما في صفوف الذكور، وفي التعليم الثانويّ للبنين والبنات؛ (3) العثور على سبل لتقريب الشبان والشابات الحاريديين من المهن الأكاديمية؛ (4) زيادة نسبة مشاركة الرجال الحاريديين في القوى العاملة من خلال تقوية التدريب المهنيّ وفكّ الارتباط القائم بين الانخراط في العمل وفقدان الإعفاء من الخدمة العسكريّة؛ (5) تحسين قدرة اكتساب النساء الحاريديات من خلال تعزيز التدريب المهني وإمكانية استبدال المهنة داخل مكان العمل، وذلك بحسب موديلات جرى تطبيقها في أماكن مختلفة في إسرائيل؛ (6) اعتماد ضريبة الدّخل السلبيّة، التي تعتمد على نقاط الاستحقاق، من أجل تشجيع الانضمام إلى القوة العاملة، وتحسين القدرة على الاكتساب. البنية المقترحة للضريبة السلبية تُحسّن وضع العائلات الكثيرة الأولاد، وتشجع على التحاق الأب والأمّ بسوق العمل، مما يُكسب هذه البنية أفضليّة في تقليص أحجام الفقر طويل الأمد في صفوف الحاريديين.
من شأن تجاهل القيادة الحاريديّة لمشكلة الفقر ومسبباتها (التعليم، حجم العائلة والتّشغيل) أن تزيد من نسب الفقر مستقبلا، وأن يهدد ازدهار المجتمع الحاريدي.