يتناول هذا المؤلَّف الرابط بين مفهوم الموت وفلسفة الهلاخاه. وقد يدّعي كثيرون أن رفض الموت والهرب منه يقفان في قاعدة جميع الثقافات، والهلاخاه من بينها: فكل من يريد أن يفهم ثقافة ما، عليه أن يفحص طريقة تعاملها مع الموت. المقالات في هذا الكتاب، والندوة التي عقدت خصيصا لصالح الكتاب حول التنكّر للموت، يتقصّيا أثر هذه الفرضية، ويدرسان على ضوئها الأمور التي تضمها الهَلاخاه.
ثمّة ثلاثة مواضيع في الكتاب تربط بين الموت والهَلاخاة: مسألة الخوف الشديد من الموت والأدوات للتّعامل مع هذا الخوف؛ والرابط الذي يربط بين التجربة البشرية والاجتراح المفاهيميّ الذي تجريه الهلاخاه، وأدوات الهلاخاه بكلّ ما يدور حول مسألة الموت؛ وتأثير تصورات ميتا-هلاخاه على فتاوى وأفكار الهلاخاه في مسألة الموت.
يضم الكتاب تنويعة واسعة من المقالات التي تعرض أصوات خيرة الباحثين والمفكرين في هذا المضمار؛ ويتطرق لقضايا وجودية تتناول في جذورها مراجعةً فلسفيةً عميقةً بدءا من حَزال والرمبان، وصولا إلى الكارثة والعصر التكنولوجي. الخطاب الفلسفي حول الهلاخاه يشكل قاعدة هذا الكتاب الذي يعتَبَر بدوره حجر أساس لتناول رحب يشجّع على إجراء مزيد من الأبحاث، ويضمّ استنتاجات عميقة لعالم الهلاخاه حول نهاية الحياة، والتعامل مع هذه اللحظات واستحقاقات الهلاخاة لمفهوم الموت بجميع اشتقاقاته في الهلاخاه والأجاداه.