الهلَخاه هي حدثٌ ثقافي وليست أدبًا دينيا فقط. يُفترض بفلسفة الهلخاه أن تتناول – فيما تتناول- فلسفة الحدث الدينيّ. ما يثير الدهشة هو أنّ فلاسفة الهلَخاه لم يعالجوا حتى يومنا هذا الحدث نفسه، وعليه يحاول الباحثون الذي أدرجت مقالاتهم في الكتاب التعامل مع هذا الحدث. لكن التعامل مع هذا الأمر يخبئ في طياته تناقضا داخليا، لأنّ الحدث أمر لا يمكن مَفْهَمَتهُ بالكلمة المكتوبة، وعليه فإن الجهد الذي يُبذل هنا يتطلّب منا القيام برحلة مثيرة نخطو فيها بين ما هو ممْكنٌ وما هو مستحيل.

ما هي جودة الهلَخاه كحدث؟ ما هي المعرفة الكامنة في العمل الديني الذي لا يمكن مَفهَمته وكتابته؟ كيف يغير الإدراك بأنّ الهلخاه هي حدث في الأساس مجالَ فلسفة الهلَخاه من جذوره؟

لم يتناول فلاسفة الهلخاه حتى الآن الهلخاه كحدث ويحاول الكتّاب في هذا المؤلّف (وهم باحثون قدموا من مشارب معرفيّة متنوعة)، يحاولون التعامل مع هذا التحدّي الجديد من خلال استحضار أدوات من مجال الفلسفة والدراسات اليهوديّة، والأدائية، والسينما والحراك الجماعي، والجندر والمعرفة، وغيرها. كل هذه الأدوات تصوغ فضاء وخطابا متجدّدا في فلسفة الهَلَخاة.