يصف كتاب الوحدة من خلال الاختلاف تجربة متميزة ترمي إلى مراجعة وفحص إمكانيّة بلورة منهاج جوهرٍ تربوي، وقيَمي، وتدريسي مشترك في جميع تيارات التربية والتعليم في إسرائيل. يقترح الكتاب أنموذجا منهجيا، ويشير إلى سبل محتملة لتطبيق منهاج جوهري تربوي-تعليمي على أرض الواقع. يرتكز الكتاب إلى تجربة نفّذها معهد فان لير في القدس، وشاركت فيها أربعة طواقم تنتمي لتيارات مختلفة في جهاز التعليم الرسمي، والرسمي-المتديّن، والرسمي العربي، والحاريدي-المستقل. في مدارس كل واحد من التيارات القائمة ثمّة ركائز تُمكّن من تثبيت منهاج الجوهر دون الانتقاص من خصوصيّة المؤسسة التربويّة، ودون التنازل عن مبادئ المجتمع المحليّ الذي تخدمه هذه المؤسسة. يعرض هذا الأنموذج منهاج الجوهر كأساس تربوي-تعليمي منظوماتي يتطوّر في مسار "يبدأ من الأسفل ويتجه نحو الأعلى" - من القيم ومضامين التعليم التي تقع في قاعدة التربية والتعلّم في المدارس المختلفة، وصولا إلى الحيّز الجماهيري العام.

يستطيع صناع السياسات في الحكومة وفي الكنيست وفي التّيارات المختلفة الاستعانة بهذا الكتاب من أجل تطوير جهاز التعليم؛ لكن وإذا لم تتمكّن المؤسسة السياسيّة والتعليمية في الدولة القيام بذلك، فبمقدور المديرين والمربين والطلاب والأهالي في مدارس البلاد المختلفة استقاء مسارات ومبادئ ذات شأن متصل من هذا الكتاب. يُقدَّم هذا الكتاب بادئ ذي بدئ لمن يمتهنون العمل التربويّ الميدانيّ وبمقدور هؤلاء أن يجدوا فيه تعزيزات للرّكائز القيميّة والتدريسية التي تُستخدم كقاعدة للجوهر التعليمي المشترك لأولاد إسرائيل.