يسعى كتاب انهيار السلطات المحليّة العربيّة: مقترحات لإعادة البناء إلى تقصي جذور الأزمة التي يعاني منها الحكم المحلي العربي، وتشخيص المعوقات الداخلية والخارجية التي تواجهه، ويسعى أيضا إلى عرض مجموعة من الحلول.

في غياب مواقع تأثير سياسيّة في حوزة العرب مواطني إسرائيل، يُنظر للسلطة المحلية كجسم سلطوي يمكن من خلاله الحصول على الموارد، والتقدم من الناحيتين السياسيّة والقومية. عليه تشكّل السلطة المحليّة محور عمل أساسي في حياة العرب مواطني إسرائيل، وهي تمكّنهم من العمل على تحقيق مصالح محليّة وقومية في مجالات التربية والتعليم، والصحّة، والهياكل التحتية وغيرها. تمنح السلطة المحليّة العربية لمن يتبوأ دفّتها قوّة سياسية ومكانة اجتماعية، وتكفل للمجموعة الحاكمة (الحمولة، أو الطائفة الدينية، أو الحزب) امتيازات ملموسة ونقطة انطلاق نحو السياسة القُطرية.

على الرغم مما ذكر، فإن السلطات المحليّة العربية تعاني من أزمة عميقة وخانقة تعود جذورها إلى السياقات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يعيشها الجمهور العربي في إسرائيل. الفرضيّة الأساسيّة التي ينطلق منها الكتاب هي تأثّر ديناميّة الحكم المحلي ببنية الحكم، وبمكانة الجمهور العربي في إسرائيل، وتأثرها كذلك بالثقافة السياسيّة المحليّة. لذا فإن المنهج الأفضل لدراسة هذا الموضوع هو إجراء مراجعة شاملة لسياسات السلطة المركزيّة، وتقصى إثر أنماط السلوك الذاتي للسلطات المحليّة.

يضم الكتاب ثمانية مقالات أعدّها باحثون شاركوا في ورشة نقاش التأمت في معهد فان لير في القدس في الفترة الواقعة بين عامي 2007 وَ 2008، وتناولت السلوكيات الذاتيّة للسلطات المحليّة العربيّة. اتفق الجميع على أنّ الأزمة آخذة بالتفاقم بتأثير عوامل خارجية وداخلية على حد سواء. هذه العوامل تقف حجر عثرة أمام تطوير السلطات المحلية العربية وتعرقل تحسين أدائها. بعض المقالات في الكتاب تشدد على دور المعوقات الداخلية في خلق الأزمة وإعادة إنتاجها. المقال الذي يختتم الكتاب هو بمثابة تلخيص يستعرض مُجمل التحدّيات التي تقف أمام السلطة المحلية العربية في إسرائيل، ويعرض حلا يشكل جزءا من استجابة شاملة لمشكلة العلاقات بين العرب مواطني إسرائيل وبين الدولة.