ضمّ هذا الكتاب بين صفحاته صيغاً موسّعة لمقالات عرضَت خلال مناسبتين أجريتا في المَجمع الوطنيّ الإسرائيليّ للعلوم والآداب، لذكرى المرحوم شموئيل نوّاح آيزنشتات. وكما يتبيّن من اسم الكتاب، يدور الحديث عن لفتة طيبة نحو الالتزام الراسخ الذي عبر عنه آيزنشتات تجاه الحوار بين السوسيولوجيا والتاريخ بعامّة، وبين سوسيولوجيا الماكرو التاريخيّة المقارَنة وبين قوانين التاريخ العالميّ بخاصة. يسعى الكتاب -بروح فكر آيزنشتات- إلى وضع تحدّيات أمام النزعة السائدة للرّبط بين مفهوم الحراكية وفكرة التغيير، وبين مفهوم الأنماط لقضايا الاستمراريّة. وكما أظهر المرّة تلو المرّة، فلا يجوز التعامل مع الاستمرارية كفكرة ثابتة وجامدة، بل ينبغي فهمها كمحصّلة متواصلة وغير مستقرّة لمنظومة معيّنة من القوى والسيرورات، والتي تكمن فيها هي الأخرى إمكانيّة تطور ديناميكيات وسيرورات إضافيّة. هذه السيرورات قد تعزّز إعادة إنتاج أبعاد منظومة تاريخيّة محدّدة، أو تولّد تحوّلا جزئيا في هذه المنظومة. إلى ذلك، فقد اعتقد آيزنشتات أنّ التحولات الماكرو اجتماعية تصاغ على نحو غير حصري من قبل قوى ثقافيّة نحو: البديهيات الدينيّة، والتصورات الانطولوجيّة والسيتروريولوجيّة (الخلاصيّة)، والتقاليد، والرؤى الأيديولوجيّة والبرامج السياسيّة، تلك التي ما انفكّت تعمل في الماضي، وفي الماضي السحيق أحيانا، لكنّها تواصل التمظهر في الحاضر أيضا، وتدفع نحو تغلغل متبادل عميق لنزعات الاستمرار والتغيير.

الفكرة الأساسية في هذا الكتاب تتمثّل في التمحيص المتجدّد في مسألة الاستمرار مقابل التغيير، وهي مسألة محورية في مشروع أيزنشتات البحثيّ. لهذا الغرض جرت دعوة عدد من المؤرّخين وعلماء الاجتماع (ممن عرفوا بنظرتهم الشمولية) إلى فحص هذه القضية من وجهة نظر مواضيع بحثيّة جديدة أو تطورات تحليليّة معاصرة. تعكس مقالات الكتاب تنويعة من النهوج، حيث يندمج بعضها في توجهات آيزنشتات، ويحيد بعضها عنها ب درجات متفواتة، وبذلك تكون وفية لنزعة آيزنشتات للمناظرات الخلاّقة والمثمرة واللقاءات التي تحضّ على الحوار.

بالامكان شراء الكتاب في قسم التوزيع التابع للمَجمع الوطني الإسرائيلي للعلوم والآداب: rita@academy.ac.il