فكرة تفكيك الجسد إلى عوامله وتركيبه من جديد من خلال استبدال الأعضاء المعطوبة بأعضاء سليمة، هذه الفكرة غذّت عالم الخيال الطبي على امتداد سنوات طويلة. استعارات الجسد كـ"مخزن قطع غيار" الأعضاء لـ"قطع غيار" لمقايضة "تجارة الأعضاء"، وفي المقابل – التبرع بالأعضاء كـ"هديّة للحياة" – هذه الاستعارات تُوجّه التفكير المتعارف عليه لزرع الأعضاء. قطع الغيار أو هبة الحياة؟ انتهاك كرامة الإنسان أم تبجيله؟ إن كان هذا أو ذاك، فالحقيقة هي أنّ اللغة المتداولة في عالم زرع الأعضاء هي لغة استعارية، ويستعاض عن التوصيف الواقعيّ باستعارات تدفع بالمتبرّع نحو أسفل الدرك أو ترفعه إلى مصاف "الملائكة"، وثمة صعوبة في العثور على درجات بينية في الخطاب حول زرع الأعضاء.

صيغة جمع المفرد: الاقتصاد السياسي لزرع الأعضاء البشرية، يعرض تحليلا سيسيولوجيا يتمحور في الدرجات البينيّة، ويتقصّى أثر مسارات انتقال الأعضاء من جسم إلى آخر، ومن خلال ذلك يعيد صياغة مفاهيم متعارف عليها ويعرض تفسيرات جديدة وأطر تحليل بديلة لعالم زرع الأعضاء، في إسرائيل وخارجها. في الأساس، يعرض الكتاب التحرّر من التصور الثنائيّ الذي يضع التبرّع بالأعضاء مقابل نزعة المصلحة والاتجار بالأعضاء البشرية، ويعرض متّسعا من الخيارات التي تتولد من توليفات مختلفة لمصدر العضو البشري المعدّ للزرع والمؤسسات الاجتماعية التي تحدد حركته.