على عكس ما هو متوقع، ما زالت الديانات تلعب دورا مهما في الحياة الشخصية والاجتماعية والسياسية لمواطني العالم في القرن الواحد والعشرين كذلك. تنعكس مركزية الدين- فيما تنعكس- في المواجهات الكثيرة التي تتفاقم في أرجاء المعمورة، وتنتظر حلولا تستوجب تغييرا في المفاهيم، واعتناق نظرة جديدة.

يعرض كتاب عبء التسامح: النواميس الدينية وتحديات التعددية مصادر فكرية وثقافية متأصلة في التقاليد الدينية نفسها، ويمكن توظيفها كقاعدة للتسامح والتعايش بين الأديان وفي داخلها.

تُراجع مقالات الكتاب موارد التّسامح في الديانتين الإسلاميّة والمسيحيّة في السياق العام، وفي الديانة اليهودية في السياق التاريخي وفي السياق الإسرائيلي. ثمّة أهمية بالغة لدمج زاوية النظر العامة بتلك المحلية. وثمّة أهمية أخرى لإظهار حقيقة أن المشكلة ليست حكرا على "المستنقع الإسرائيلي"، ومن المهم أيضاً أن نستخدم مصطلحات ومفاهيم عامة بمنأى عن الصراعات والشحنات المحليّة. من شأن المقارنة مع ما يحصل في ديانات واطر أخرى أن تثري النقاش وأن توسع مخزون الأفكار والحلول.

قامت بتأليف مقالات الكتاب مجموعة من الشخصيات الأكاديمية ورجالات الدين، وأخصائيين نفسيين ومربين من أبناء الديانات التوحيدية الثلاث. ينتمي هؤلاء لمشارب متنوعة، وينسجون سوية عملا متميزا يحض على التفكير.