هو مؤلَّفٌ يصف الانتشارَ غير المتجانس للنيوليبراليّة في إسرائيل، وذلك من خلال فحص الطرائق التي يجري بها فرض سَرَيان مبادئ وممارسات نيوليبراليّة على مجالات مؤسَّسيّة وعلى شتّى الشرائح السكّانيّة. يتميّز الكتاب بتشديده على النشاط التفاضُليّ للمشروع النيوليبراليّ: مجموعات مختلفة يجري إلحاقها واحتواؤها في المشروع بطرق شتّى، من خلال إعادة تعريف مكانتها الطبقيّة والجندريّة والإثنيّة والقوميّة. يبيّن الكتاب كيف تشكّلت جغرافيا مجزَّأةٌ وغير متجانسة تتكوّن من تنويعة من فضاءات النيوليبراليّة.

مقالات الكتاب نتاجُ أقلام نخبة من الخبراء في الاقتصاد السياسيّ، وعالِمات اجتماع وعلماء في مجال العلوم السياسيّة، وهي توفّر تبصُّرات جديدة بشأن النيوليبراليّة في إسرائيل من خلال مراجعة جذريّة لسيرورات عُمْقيّة، وتحليل النحو الذي تؤثّر فيه على العلاقات بين الدولة والاقتصاد والمجتمع. تُراجِع المقالات ديناميكيّة تفكيك الترتيبات المؤسَّسيّة السابقة، وتشكّل هياكل جديدة للتنظيم والعمل. تُحلِّل المقالات -كلّ من وجهة نظر كاتبها-التهجين بين تقاليد وأعراف سياسيّة مؤسَّسيّة والمبادئ النيوليبراليّة، والنحو الذي يؤثّر فيه هذا التهجين على الاقتصاد السياسيّ وعلى التشكُّل الداخليّ لإسرائيل. تصف المقالات -في ما تصف- كيف نشأ نمط متفرّد لنيوليبراليّة إسرائيليّة تتمثّل جدواه في صدّ ضغوط جيو-سياسيّة؛ كيف تشكّلت هياكل جديدة للدفاع عن عاملين مستضعَفين؛ وما هي التحوُّلات التي طرأت على السياسة الاجتماعيّة تجاه العاطلين المزمنين عن العمل. يركّز عدد من مقالات الكتاب على قضايا لم تخضع للبحث بعد في إسرائيل في سياق التحوُّل النيوليبرالي، وهي: نساء حاريديّات وفلسطينيّون مواطنو إسرائيل يعملون في صناعة التكنولوجيا العُلْويّة (هايْتِكْ)، والاحتواء الجزئيّ لرجال حاريديّين في برامج تشغيليّة، وتنوُّع البنْية الطبقيّة للشرقيّين بالبدائل الثقافيّة التي خلقها هذا التنوُّع.