يعرض حجاي رام في كتابه قراءة نقدية هي الأولى من نوعها حول الخطاب التفسيري الذي نما في إسرائيل حول إيران. إلى جانب تفكيك البنية التحتيّة لمفاهيم الخطاب، وكشف النقاب عن ارتباطه بمنظومات القوّة وخلق المعرفة في إسرائيل، سيتّضح للقارئ أنّ الخطاب الذي يتناول إيران يُشتق من المسارات التي يخضع لها المجتمع في إسرائيل منذ نهاية سبعينيات القرن العشرين. يظهر الكاتب بأسلوبه الأصيل الراصد أنّ منظومة الاستعارات التي ابتُكرت حول إيران تتعلق- فيما تتعلق- بالمخاوف الوجودية لوكلاء المعرفة والهيمنة الإسرائيليين من "تَمشرُق" المجتمع الإسرائيلي ومن سيطرة التيار "الحاريدي" عليه.

طرد إيران إلى الحيز الذي يسمى "الآخَريّة الراديكالية" يعبّر إذا عن محاولة طرد الشبح الطائفيّ والديني والأصولي من المجتمع الإسرائيلي، ليس بدرجة لا تقل عن تجسيده لنوايا السلطات الإيرانية وسياساتها. قراءة إيران في إسرائيل: الذات والآخر، الدين والحداثة هو الكتاب الرابع في سلسلة سياقات مطالعة ونقد، وهو كتاب إلزامي لكل من يهتم بإيران ولكن بالأساس لكل من يتناول علم التشكّلات اللغوية للمجتمع الإسرائيلي ومكانة هذا المجتمع في الشرق الأوسط.