لاتينيّة الشرق الأوسط

تدريس اللغة العربية في المجتمع اليهودي منذ مطلع القرن وحتى العام 1948.

تأليف

يونتان مندل

الناشر دار النشر معهد ڤان لير ودار النشر هَكيبوتس هَمِئوحاد
اللغة العبرية
سنة الإصدار 2023
سلسلة سياقات دراسة ونقد

"يجب تحويل اللغة العربية إلى لاتينية المشرق"
 (د. أرتور بيرم، 1928)

" إذا ما استطعنا ترسيخ تدريس اللغة العربية على أساس قواعدها الثابتة والواضحة، فستكون قيمة هذه اللغة في مدرستنا مماثلة لقيمة اللغة اللاتينيّة في المدرسة المتوسطة في أوروبا".

( التقرير السنوي، مدرسة هَريئالي، السنة الدراسية 1930)

يتناول كتاب لاتينيّة الشرق الأوسط؟ تدريس اللغة العربية في المجتمع اليهودي من مطلع القرن حتى العام 1948 نهاية الحكم العثماني وبداية الانتداب البريطانيّ في البلاد. تميزت هذه الحقبة بتعدّد الخيارات-الاجتماعيّة، والسياسيّة، والتربويّة- التي اخذت بالانغلاق كلّما اقترب العام 1948، وأصبحت شبه معدومة بعد إقامة دولة إسرائيل. هذا المسار بدا واضحًا للغاية في حقل تدريس اللغة العربية: النقاش حول طريقة وشكل تدريس اللغة، وحول سؤال من يفترض فيه أن يقود المجال، كان ثريًا ومتعدّد المشارب، لكنه اقترن بتصادم شبه حتميّ بين عدد من المفاهيم والتصوّرات وبين أنواع مختلفة  من اللغة العربيّة التي مثّلها من انغمسوا  في هذا الضمار: مثقّفون عرب فلسطينيون درّسوا اللغة العربيّة في مدارس عبريّة، لكنّ أصواتهم لم تكن مسموعة تقريبا؛ ويهود مثقّفون من أصل شرقي ممن اعتبروا اللغة العربيّة لغة المنطقة، وكانت لغة الامّ بالنسبة لهم؛ ويهود من أصل أوروبي أبناء "الييشوف" القديم الذين كانت لهم دراية باللغة العربية لكونهم "أبناء البلاد"؛ ومهاجرون يهود من خريجي الجامعات الألمانية  الذين توفرت لديهم معارف في فقه اللغة العربية؛ ويهود من مواليد البلاد الذين درسوا في مؤسّسات صهيونية، وأدركوا الحاجة العمليّة- السياسية لمعرفة اللغة.

يستوضح الكتاب -فيما يستوضح- هُوية من اعتبروا اللغة العربية "لاتينيّة المشرق"، ومن اعتبروها لغة الحياة اليومية؛ ومن سعى إلى النهوض بتدريس اللغة العربيّة المحكيّة، ومن سعى إلى النهوض باللّغة العربيّة الفصحى بالذات؛ وكيف تغيّرت التوجهات على امتداد السنين؛ ولمن كان القول الفصل بكلّ ما يتعلّق بتدريس اللّغة العربيّة؛ ومن وجد نفسه مجبرا على تقبّل الخطاب المهيمن، ومن جرى إقصاؤه نحو الهامش. من خلال خلافات الرأي التي يستعرضها الكتاب تطفو على السطح خياراتٌ كانت قائمة في الفترة التي أخضِعت للبحث في حقل تدريس اللغة العربية، وهي خياراتٌ بمقدورها أن تعرض، على من يريد الإصغاء، سبلا أهمِلت في السابق، لكنّها ما زالت ذات وزن وأهميّة في أيامنا الراهنة.

الانضمام الى القائمة البريدية