الاختيار الحر شكّل مسألة مركزية في الفلسفة على مرّ العصور. كتاب ماهية الاختيار في الفكر اليهودي في العصور الوسطى يعرض تحليلا شاملا لمواقف الفلاسفة اليهود في العصور الوسطى في هذه المسألة، وهو يضمّ عديد الزوايا لمشكلة "الاختيار" في الفلسفة بعامة، وفي الفلسفة اليهوديّة على نحو خاص: هل ثمّة اختيار حر بالفعل، أم أنّ الحديث يدور عن مجرّد وهم ؟ كيف تعامل حكماء العصور الوسطى مع  كتابات التوراة وأدب "حَزال" في موضوع الاختيار؟ وهل لدين اليهوديّة موقف جوهريّ في المسائل الفلسفيّة؟ ما هي تلك القوّة التي تمكّن الفرد من التحرر من الحتمية السببيّة؟

يناقش الكتاب بتوسع  أفكار  واحد وعشرين فيلسوفا يهوديا بدءا من المخمّس في القرن التاسع، وصولا إلى الحاخام يوسف ألبو في القرن الخامس عشر. استعراض هذا الكمّ من الفلاسفة يمكّن القارئ من الاطلاع على ثراء الفلسفة اليهوديّة وتعدّد أصواتها وآرائها ومشاربها، ويمكنه أيضا ملاحظة كيف أنّ التغييرات التاريخية (كالانتقال من العربيّة إلى العبرية على سبيل المثال) تؤثّر على الفكر الفلسفي. الادعاء الذي يشكّل قاعدة التحليل التاريخي في هذا الكتاب هو عدم وجود موقف يهوديّ جوهريّ في مسألة الاختيار، وأنّ بالإمكان قراءة التقاليد الدينية في هذه المسألة بحسب جميع المواقف الفلسفيّة.

د. شالوم تساديك هو محاضر كبير في قسم الفلسفة اليهودية في جامعة بن غوريون في النقب. نشر الكثير من المقالات التي تتناول فكر "المُكرَهين" الإسبان (اليهود الذين أكرهوا على ترك ديانتهم اليهوديّة وأعتناق الديانة المسيحية- المترجم) ومواضيع أخرى في فلسفة العصور الوسطى. نال العديد من الجوائز على أبحاثه. منها نذكر: جائزة بينس، وجائزة فيربورغ، وجائزة طوليدانو للشبان، وجائزة سويسرا- إسرائيل  للفلسفة.