يقوم كتاب الإسلام: الارتداد عن الديانة، الصوفية، البعث، والإصلاح بفحص انتشار الإسلام في آسيا وأفريقيا، وبمراجعة ودراسة التصوّف الإسلامي كتعبير ثقافي وكإطار اجتماعي، كما يتناول في التمحيص سبلَ مواجهة الإسلام المعاصر للتحدّيات التي يفرضها عليه الغرب. أهدي الكتاب لروح البروفيسور نيحميا ليف تسيون (1935-2003) الذي شكّل أحد اعمدة البحث حول الشرق الأوسط والإسلام وأفريقيا. دمج البروفيسور ليف تسيون في أبحاثه واسعة الرقعة بين منهجيات متنوعة ووجهات نظر محليّة وأخرى كونية ومقارَنة. تجسد هذا التنوّع البحثي في الكتاب الحالي الذي يرتكز إلى محاضرات ألقيت في المؤتمر السنويّ للجمعيّة المشرقية الإسرائيلية الذي عقد في معهد فان لير في القدس.

جاء الكتاب في أبواب أربعة وهي: الرِّدة عن الدين في الإسلام؛ التصوّف ومنظمات الإخوانيّة الصوفيّة؛ حركة البعث والإصلاح في الإسلام؛ غرب أفريقيا: الإسلام وتاريخ ما قبل الاستعمار. هذه المقالات من تأليف زملاء وتلاميذ البروفيسور ليف تسيون، ممن يحملون (على هذا النحو او ذاك) مِشعل إرثه البحثيّ ويقومون في الوقت ذاته بتطويره، كل بحسب مجالات اهتمامه واهوائه البحثيّة.

هذا الكتاب معدٌ للباحثين والطلاب الجامعيين من شتى المذاهب البحثية: للمستشرقين والمؤرّخين وعلماء الاجتماع، بالإضافة إلى الجمهور الواسع الذي يهتمّ بالديانة الإسلاميّة. يكتسب الكتاب أهميّة خاصة في أيامنا هذه حيث تعصف بالعالم الإسلاميّ والعربيّ في منطقتنا تغييرات حادة وبعيدة الأثر.