مجلس كبار التوراة التابع لأغودات يسرائيل، ومجلس حكماء التوراة التابع لحركة شاس، والحاخامات يوسيف شالوم إلياشيف، وعوفاديا يوسيف، وإليعيزر مناحيم شاخ، ومناحيم منديل شنيئورسون- كل هذه أطر وأسماء معروفة جيدا داخل المجتمع في إسرائيل، وبخاصة بسبب التغطية الإعلامية المكثفة التي تحظى بها في وسائل الإعلام. هذه الحاخامات وأعضاء مجالس الأحزاب الحاريدية يمثلون القيادة العليا والمؤسّساتية للمجتمع الحاريدي في إسرائيل، والتي تستمد صلاحيتها من مصادر دينية متنوّعة. على الرغم من ذلك نشهد في العقود الأخيرة تبلور ونمو قيادة فرعية في المجتمع الحاريدي في إسرائيل والتي تستمدّ صلاحيتها- فيما تستمدّها- من مصادر غير دينيّة كالمعارف الطبيّة، والبيداغوجيّة، والسيكولوجية، وحتى الأدبيّة، وتدمجها في نسيج الحياة اليومية للحاريديين في إسرائيل.

ترتكز مقالات هذا الكتاب على عمل مجموعة بحث في معهد فان لير في القدس امتد لسنوات عديدة، وتكشف النّقاب عن أنماط متنوّعة من القيادات الفرعيّة والمرجعيّات البديلة في المجتمع الحاريديّ المعاصر. تتوقف هذه المقالات عند سبل نموّ هذه المرجعيات وموقعها داخل المجتمع الحاريدي وفي وجدانه، وتراجعُ كذلك الالتقاء بينها وبين القيادة المؤسساتيّة لهذا المجتمع والدلالات المشتقة من هذا اللقاء. تُمكّن مراجعة أنماط القيادة والمرجعيّة من إلقاء نظرةٍ خاطفة على المجتمع الحاريديّ من وجهة نظر متميّزة ومبتكرة، وتستدعي إجراء نقاش بحثي وجماهيري حول هذه المسألة المعقدة والمثيرة بتجلياتها المختلفة.