يقوم البحث الحالي بفحص الطرق التي تشكل فيها الأعمال غير المرئية (أي الأعمال التي لا تعتبر من الناحية الرسمية "عملا" ولا تحظى بمقابل مالي أو اعتراف بها كعمل) معوقا امام الانخراط المتساوي للنساء في سوق العمل الرسميّ وتطورهن فيه. وفي مقابل الأبحاث السابقة حول هذا الموضوع والتي سلطت الضوء على الأعمال غير المرئية التي تنفذ في الحيز المنزلي، يوسّع البحث الحالي نطاق الرؤيا ويراجع تجسدات ومدلولات الأعمال غير المرئية في سوق العمل أيضا، وذلك من خلال تصور يقول بأن التمييز الجندري وثنائي القطب بين البيت والعمل، وبين الخاص والعام هو نوع من الإنشاء الاجتماعيّ. بحث ممارسات ومدلولات الأعمال غير المرئية في الفضاءات المختلفة يسعى إلى تشخيص تفسيرات جديدة لانعدام المساواة الجندرية العنيد في سوق العمل في عصر النيو-ليبرالي، وبالتالي عرض اتجاهات جديدة للتعامل معه.

يعتمد البحث على الدمج بين مناهج بحثية نوعيّة وكمية (mixed-methods). شكّلت المعلومات والمعارف التي استقيناها من مقابلات جماعية مع رجال ونساء يتبوؤون مواقع اجتماعية متنوعة شكّلت قاعدة لاستطلاع أجري في صفوف عيّنة تمثيلية من العاملين الأجيرين في إسرائيل من النساء والرجال. تظهر نتائج البحث في صفوف الرجال والنساء الأجيرين إلى انعدام المساواة الجندرية العميق في تنفيذ الأعمال غير المرئية في الحيز المنزلي-الأعمال المنزلية والرعاية. في المقابل يظهر البحث أن النساء (والرجال بدرجة معينة) ينفّذن أنواعا مختلفة من الاعمال غير المرئية في مكان عملهنّ، وأن الأمر يشكل ألية جَنْدَرة للأجر في المؤسّسة.

يظهر البحث كيف ينتجُ المجتمع النيو-ليبرالي التي تسيطر عليه ثقافة السوق آلية استغلال- أعمال شفافة لا تقتصر على المنزل بل تطال مكان العمل أيضا. في داخل هذا العالم تجري المحافظة على آليات مُجَندِرة وهرميّة، وبالتالي فإن التنفيذ غير المتساوي للأعمال غير المرئية في الفضاءات المختلفة يحمل في طياته اسقاطات على ترقية النساء في سوق العمل. تطرح نتائج البحث توصيات على مستوى السياسات، وعلى مستوى القياس وعلى مستوى البحث.