كشفت أحداث أيلول 2001 النقاب في لحظة صادمة واحدة عن العلاقة المُسكَتَةِ بين "الديمقراطيّة الليبراليّة" وبين "حالة الطوارئ". وفي معرض ردّها على المخاطر الإرهابية دخلت دول الغرب حقبة جديدة من الفاعلية الأمنية التي وجّهت إلى داخل مجتمعاتها، ومن الفاعليّة العسكرية التي كان يفترض فيها أن تفرض نظما ديمقراطية على دول إسلاميّة. في هذه الظروف تحوّلت حالة الطوارئ إلى برادايم (منظومة فكرية) عمل متواصل من قبل إدارات الحكم الغربيّة. هذه الموجة المعاصرة من حالات الطوارئ خلقت قواعد جديدة- قديمة تضع التحديات أمام حقل الدراسات الثقافية في مسألة المدلولات الثقافية والسياسية والفلسفية والثيولوجية لحالة الطوارئ. وفي المكان الذي استغل فيه رجال السياسة الصدمة بغرض تحويل بردايم الأمن إلى بردايم مهيمن، ثمّة حاجة لإجراء مراجعة نقدية جديدة لإسقاطات حالة الطوارئ على النظام العالمي.

نوقشت مشكلة "الاستثناء" وَ "حالة الطوارئ" وارتباطها بالثيولوجيا السياسية والتاريخ العالمي، نوقشت في سلسلة من المحاضرات في سمينار فان لير في عام 2005/6، وهذا الكتاب هو نتاج لهذا السمينار، وتبتغي المحاضرات الست التي أدرجت فيه صياغة تنويعة العلاقات بين ما هو ثيولوجي وما هو سياسي، وتبتغي كذلك عرض قضية حالة الطوارئ والاستثناء من وجهة نظر حقول معرفية مختلفة.

جميع المحاضرات في هذا المؤلّف تتواصل وتتحاور مع كتاب الفيلسوف الإيطالي جورجيو أغامبين Stato di eccezione ("حالة الطوارئ") الذي يعرَض هنا بكامله للمرة الأولى بترجمة مانويلا كونسوني ودفير تسور.

تصويب:
وقع خطأ مطبعي في باب كتاب جورجيو أغامبين- حالة طوارئ (ص 129)
بدل Homo Sacer I, II يوضع Homo Sacer, II, I