تعود المدرستان الدينيّتان الكبيرتان في سورا وﭘـومبيديتا بقيادة الراب يدين زعفارني للعمل في إطار إعادة بناء الجاليات اليهوديّة في أرجاء الاتّحاد الشرق أوسطيّ. داريا شبازي هو أﭬـريخ (طالب مدرسة دينيّة) شابّ، وابن لناشطَيْن سياسيَّيْن في حزب دفعَ صوب التغيير الاقتصاديّ والمدنيّ في المنطقة، ويتنازل عن تأهيله للحاخاميّة لمصلحة الاهتمام بتوفير العلاج لأمّه التي تعيش حالات خطيرة من فشل الذاكرة، حيث تجتاح وعيَها أحداثٌ من الماضي فتعيشها وكأنّها تحصل الآن. وبينما يتأقلم داريا مع أسلوب حياته الجديد، يصله استدعاء للإدلاء بشهادة حول برنامج ميديا قام بتطويره مع إحدى صديقاته في أيّام الشباب. وبسبب هذه المسألة القانونيّة الهامشيّة، يتورّط داريا في مجموعة من المواجهات مع مجتمعه المحلّيّ ومع الفكر اليهوديّ المعاصر.

الرواية القصيرة فشل في الذاكرة هي قصّةُ تلمذة متطوّرةٌ، تَسْبر أغوارَ قضيّة مستقبل النزعة المجتمعاتيّة اليهوديّة في فترة ازدهار ورفاهيَة، أي قضيّة العلاقة بين الشروط المعيشية والتطوُّر الروحيّ، الذي يعتاش -وَفْق الرأي السائد-على الضائقة والعَوَز. علاوة على ذلك، تُراجِعُ هذه القصّة مسألة ملْكيّة المعرفة الجماهيريّة العامّة ورأس المال الفكريّ في عصر المشارَكة في الموارد ووسائل الإنتاج.

العام 2066. بعد سلسلة من الكوارث البيئيّة من ناحية، والتسارع التكنولوجيّ الذي أبطَلَ الحاجةَ إلى الكثير من الأعمال البشريّة وبشَّرَ بعصرٍ قِوامُهُ الوفرة المادّيّة من الناحية الأخرى، يخوض الشرق الأوسط غمار اصطفاف جديد على المستويات السياسيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ، كما هو الشأن في مواقع مختلفة في العالم. ضفاف الأردن، المنطقة التي تضمّ دولة إسرائيل وفلسطين والأردن وأجزاء من لبنان وسوريا، هي لواء مستقلّ يخضع لمجلس الاتّحاد الشرق أوسطيّ، ويتوافر لكلّ فرد يسكن فيه حقّ الحصول على راتب عامّ ومسكن شعبيّ، مقابل ساعات يخصّصها للعمل لمصلحة الجمهور.

الروايات القصيرة الأربع التي تدور حول حقبة ما بعد الرأسماليّة هي ثمرة مشروع وُلِدَ داخل مجموعة بحث في ﭬـان لير بإدارة د. كفير كوهين لوستيـﭺ. تدور أحداث كلّ واحدة من هذه الروايات القصيرة في واقع مشترَك ابتدعه أربعة الكُتّاب والكاتبات الذين شاركوا في المجموعة، وتُشكِّل كلّ واحدة منها عملًا قائمًا بحدّ ذاته، لكنْ قراءتها معًا توسّع صورة العالم والمجتمع التي ترسمها كلّ على حِدة، وتكشف النقاب عن شبكة من الترابطات بين القضايا التي تطرحها كلّ واحدة منها. كلّ قصّة من هذه القصص ترافقها اختتاميّة كتبها د. كفير كوهين لوستيـﭺ، والـﭘـروفيسور شمعون أداف.