مع ظهور كتاب المجتمع العربيّ في إسرائيل: السكان، المجتمع والاقتصاد (9) ينهي معهد فان لير في القدس مشروعًا إحصائيًا بدأ العمل فيه في العام 2005، وجرى تسخيره لتوثيق خصائص المجتمع العربيّ في إسرائيل والتغييرات الداخليّة التي تطرأ عليه. كما المجلّدات التي سبقته، ينشَر هذا المجلد بصيغة إلكترونية، ويستطيع جميع الراغبين الاطّلاع على ملفّات البيانات والشروحات التي يحتويها. أجزاء التقرير تعرض مجتمعةً نظرةً واسعةً على المجتمع العربيّ على امتداد الزمن.

سعى هذا المشروع الإحصائيّ إلى خلق قاعدة بيانات تمكّن من فهم المجتمع العربيّ في إسرائيل والتغييرات التي تطرأ عليه فهمًا عميقًا، في سبيل خدمة الباحثين والمخطّطين وواضعي السياسات. هذا المشروع تماشى مع الهدف الذي وضعه لنفسه معهد فان لير، ذاك المتمثّل في تنمية وتعزيز المجتمع المدنيّ كأحد ركائز الديمقراطيّة في إسرائيل، وكقاعدة لمجتمع تسوده المساواة، والتعدّدية والتسامح. لا يمكن النهوض بهذا الهدف بدون التعرّف العميق على عالم وشروط حياة المواطنين العرب الذي يشكّلون سدس مواطني دولة إسرائيل.

البيانات التي تقوم دائرة الإحصاء المركزيّة ومؤسّسة التأمين الوطنيّ بتجميعها تشكّل مصدر معلومات أساسي حول السكان في إسرائيل، وتضم بين صفحتها معلومات وفيرة حول المجتمع العربيّ، وتشكل مصدرا مهمًا وموثوقًا يمكن الاعتماد عليه. بيد أن نشر هذه البيانات بالطريقة التي نشرت فيها أثار لدينا تفكيرا مجددا حول التصنيفات المختلفة وحول طريقة عرض البيانات حول السكان.

كما في الأجزاء التي سبقته، يتمحور هذا الجزء في المجالات الخمس الثابتة وهي: الديمغرافيا، والعمل، ومستوى المعيشة، والتربية والتعليم والحكم المحليّ (وهذا المجال الأخير ألحق بالمجالات الأخرى بدءًا من الكتاب الثاني)، وكما حصل في عدد من الأجزاء فقد أضفنا إلى هذا الجزء مجالاً لم تجر مناقشته في الماضي ألا وهو مواقف السكّان تجاه بيئة السكن ومنزل السكن. يعرض الكتاب صورة مستجدّة ومفصّلة لكل واحد من المجالات، وكذلك نظرةً تطوّرية، من خلال جداول بيانات ملخصة منذ بداية الألفية الحاليّة وصولا إلى البيانات الأكثر تحديثا. جرى عرض بعض هذه البيانات من خلال مقارنتها مع بيانات السكان اليهود. إلى ذلك، يطرَح في بداية كل واحد من الفصول تلخيصا للنتائج وتجسيدًا مرئيا للنتائج بواسطة الرسومات واللوائح.