كرامة الإنسان أم إذلاله؟
التوتر في شأن كرامة الإنسان في إسرائيل
تحرير | ألوف هارئيفن, حين برام
|
الناشر | دار النشر معهد فان لير ودار النشر هكيبوتس همِؤوحاد |
اللغة | العبرية |
سنة الإصدار | 2000 |
سلسلة | سياقات دراسية |
لكل إنسان، في أيّ مجتمع كان، حاجة عميقة لكسب الاحترام وعدم التعرّض للمهانة؛ والاعتراف بقيمة وجوده دونما انتقاص، وأن يسمع قولا ايجابيا عنه من الآخرين وأن لا يقللوا من قيمته.
يسود في إسرائيل- ولو في ظاهر الأمر على الأقّل- اتفاق على أن كرامة الإنسان هي قيمة مشتركة للجميع: كرامة الإنسان لأن الإنسان خلق على صورة الله؛ وكرامته بكونه إنسانا، بموجب قانون الأساس: كرامة الإنسان وحريّته. لكن الواقع المرير الذي نعيشه اليوم يحوّل كرامة الإنسان من قيمة مشتركة عامة إلى قيمة منقوصة تعرضت للانتهاك في جميع منظومات العلاقات في إسرائيل تقريبا: بين الرجال والنساء، بين البالغين والأبناء، بين المراهقين أنفسهم، بين اليهود الذين ولودوا في هذه الديار والمهاجرين، وبين الضباط والجنود، بين اليهود والعرب، وبين العاملين في القطاع العام والمواطنين، وبين الإسرائيليين والعمال الأجانب. هكذا ينشأ توتّر كرامة الإنسان: بين الحاجة العميقة لكل إنسان في أن يحظى بالاحترام كإنسان وبين الواقع الذي يتجاهل فيه كثيرون هذه الحاجة، لا بل يقومون بإذلال غيرهم.ي
تضمّن الكتاب محاولة التعاطي مع حالة كرامة الإنسان في المجتمع الإسرائيليّ – بصفتها قيمة أساسيّة مُلزمة لجميع الإسرائيليّين، لكنها ما زالت غير مُلزمة – وفحص هذه القيمة في سياق السلوك اليوميّ، وفي مختلف منظومات العلاقات في المجتمع الإسرائيلي.
السؤال الصعب الذي يطرحه هذا الكتاب هو: هل ثمّة إمكانيّة لإحداث تغيير في وضع كرامة الإنسان في إسرائيل، وهل يمكن النهوض بها على مستوى الممارسة، كقيمة مشتركة لجميع الإسرائيليين؟ والرد على هذا السؤال هو أن إحداث تغيير ممكن، ولكن ليس على سبيل الوعظ، وإنّما من خلال عملية مستمرة من الفحص المشترك لتجاربنا الشخصية المتعلّقة بحالة كرامة الإنسان، في البيئة التي نعيش بها.
بادرت جمعية سيكوي إلى إعداد هذه المجموعة من المقالات بالتعاون مع معهد فان لير في القدس. تقود جمعية سيكوي، منذ عدة سنوات، برنامجا شاملا للنّهوض بكرامة الإنسان كسيرورة متواصلة. وفي معهد فان لير في القدس يعمل مركز لتطوير وتعميق التسامح وقيم الديمقراطية، حيث يتمحور نشاطه في جهاز التعليم، من خلال مئات المدارس- الرسمية (يهودية وعربية) والرسمية (يهودية-دينية)، في المركز والضواحي، على حد سواء.