تطوّر هذه المقالة الصواب السياسيّ كظاهرة مغروسة في خطاب السيد الحداثيّ، التي يسمّيها المحلّل جاك لاكان خطاب الجامعة؛ وهو خطاب الحقائق المتفق عليه في المعرفة العلميّة المحدَّثة، والتي تستجيب اليوم لسياسات الهويّة ومطالبها بالاعتراف والشمول. الصواب السياسيّ هو الكلام الذي يعبّر عن هذه المواضيع السياسيّة-العلميّة المتّفق عليها. ضمن ذلك، يمكّن الصواب السياسيّ من تمثيل مجموعات اجتماعيّة أكثر، كما يمكّن الأفراد من أن يتماثلوا مع هذه المجموعات، إلّا أنّه يفوّت الذات التي تحمل إلى العالم عنصرًا عدائيًا ومزعجًا وغير قابل للاختزال، والتي لا تتماثل تمامًا مع الهويّة الجماعيّة. يمكن للخطاب التحليليّ، كمعاكس لخطاب السيد، أنّ يقدّم حلًا للذات غير كاملة التماثل؛ فيقترح “عمل جيّد” (bien-dire) وهو تفسير تحليليّ، تعبير غامض مخصّص لكلّ ذات بخصوصيتها. يتطرّق “عمل جيّد” لكلّ شخص يُجيد العمل مع الأساس المزعج وغير القابل للحلّ للذات.
h1 class="h-md">عكس الصوابيّة السياسيّة: نظرة تحليليّة-نفسيّة إلى خطاب السيّد
أوريت يوشنسكي
العدد 56 | صيف 2022