h1 class="h-md">أسطورة سنغافورة
جيكوب أبو العافية
العدد 56 | صيف 2022
article icon

في السنوات الأخيرة، تحوّلت سنغافورا إلى اسم مرادف للاكتفاء الذاتيّ القوميّ. رأى الكثير من السياسيّين في دول عديدة بسنغافورا دولة تنافس بنجاح على مكانها في قمّة الاقتصاد الدوليّ، من دون الاستغناء عن استقلالها أو الحياد عن العقائد السائدة في السوق الحرّ. تقدّم سنغافورا، ظاهريًّا، حلّا ممكنًا للتناقض بين تفوّق السيادة القوميّة وتفوّق السوق المعوّلم. يكشف توجيه الخطاب السياسيّ المعاصر صوبها إلى تناقض غير قابل للحلّ عند اليمين؛ بين الميل للخضوع لمعادلات النجاح “العلميّة” للاقتصاد النيو-كلاسيكيّ، وبين رسوخ سياسة “العظمة القوميّة”. يحلّل المقال دور سنغافورا في الخطاب السياسيّ المعاصر ويتركّز في خطّة سنغافورا الإسرائيليّة التي طرحها نفتالي بينيت، والخطّة البريطانيّة “سنغافورا على نهر التمز”. يُظهر الفحص المدقّق أنّ الخطاب حول سنغافورا لا يشدّد على التفكير المنطقيّ، بل يستخدمها كصورة قويّة لا تنصاع إلى قانون اللا-تناقض، والتي من شأنها أن توصل رسالة من دون أن تُقنع بها على مستوى الحقائق، أي- كأسطورة. كلّما تعمّقنا في أسطورة سنغافورا سنرى بأنّ سنغافورا الواقعيّة تشدّد على التناقض بين الشعبويّة القوميّة بصيغتها الحاليّة، وبين سياسة تفوّق السوق، التي ما زالت تُستخدم كأساس للبرامج الاقتصاديّة لأغلب الحركات المحافظة في العالم المتطوّر. يُظهر المقال كيف يتوجّه سياسيّون يمينيّون كلّ مرّة من جديد إلى هذه الأسطورة، ويتتبع التبعات الممكنة للتناقضات الكامنة في الفكر السياسيّ لمختلف أجزاء الطيف السياسيّ.

مقالات اخرى في هذا العدد

מהו סקס?
العدد 56 | صيف 2022
article icon
سكس، آخر: عن غموض السكس وشبق اللغز
يوڤال كريمنتسر
العدد 56 | صيف 2022
article icon
لجميع المقالاتالعدد 56 | صيف 2022chevron

الانضمام الى القائمة البريدية