لوس إيريچاري- فيلسوفة، محلّلة نفسيّة وإحدى المفكّرات البارزات في النظريّة النسويّة الفرنسيّة – تنشط، تدرِّس وتكتب اليوم أيضًا، في عقدها العاشر، من مكان إقامتها في باريس. تُعتبر كتابتها الشاملة، التي امتدت على مدى خمسة عقود، مشروعًا فكريًّا نقديًّا حادًّا يتعارض مع التقاليد الفكريّة والثقافة الغربيّة. ومع ذلك، فإنّ فكرها ليس مجرّد نفي: إذ فيه محاولة مصمِّمة على تأسيس فكر متجدّد للذات الإنسانيّة وعلاقتها مع الآخر والعالم. تقترح هذه المقدّمة للقرّاء والقارئات بالعبريّة مدخلًا للفكر الخصب الذي أنتجته لوس إيريچاري في آخر تطوراته، على شرف ترجمة مقالتها “والواحدة لا تتحرّك من دون الأخرى” إلى اللغة العبريّة. هذه المقالة، التي نُشرت أوّل مرّة عام 1978 وتشكّل حتّى اليوم نصًّا مؤسِّسًا قائمًا بشكل مستقل في مجموعة الكتابة الإيريچاريّة، وهي نصّ شعريّ يقترح وصفًا نموذجيًّا أصليًّا حول الشكل الذي تكون فيه العلاقة بين الأمهات والبنات وتصبح ممكنة، في إطار الثقافة الأبويّة. تضع المقدّمة مقالة إيريچاري داخل سياق مشروعها الفكريّ الواسع، وتوضح، بخطوط عامّة، النقد الثقافيّ عند إيريچاري، وآفاق تحوّل ثقافيّ شامل بواسطة التطرّق لخصائص العلاقة بين الأم والبنت
h1 class="h-md">علاقة الأمهات-البنات والتحوّل الثقافيّ: قراءة متعدّدة الأبعاد في نصّ إيريچاريّ
تال مناحيم
العدد 56 | صيف 2022